آه وحيد وحدتي لا تحتمي

لـ غير معروف، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

آه وحيد وحدتي لا تحتمي - غير معروف

آهٍ أنا متوحِّدٌ لم أسلمِ ... و الهمُّ همُّ همومِنا لم يلأمِ...
 
وأنا أموتُ و روحُنا لم تنعمِ ... و أنا إلى قبري و لم أترحَّمِ...
 
أيقنتُ أنِّي واحدٌ يا ملهمي ... متوحِّدٌ لا أحتمي لم أسلمِ...
 
و شكرتُ ربِّي فالهوى أدميتُه ... و قتلتُه و نسيتُه لم أرحمِ...
 
و كأنَّني كنتُ الوحيدَ بحالتي ... فكآبتي دربي و نامتْ في الدمِ...
 
في ليلةٍ من ليلةٍ أوقفتُها ... و ذكرتُها أ دمشقُ لم أتبسَّمِ...
 
و الريحُ هبَّتْ لا أريدُ هبوبَها ... هبَّتْ كأنَّ الروحَ لم تتنسَّمِ...
 
و دمُ الشهيدِ كعطرِها و رياحُه ... ملأتْ حواري شامِنا لم تسأمِ...
 
و الآهُ فيها قد تداوي جرحَنا ... فلإنَّها في البعدِ لم تستسلمِ...
 
الظلمُ فيها ساكنٌ لكنَّه ... لمؤقَّتٌ عمرُ الظلامِ الأزلمِ...
 
آهٍ دمشقُ حبيبتي فيكِ البقا ... أحلا بقاءٍ يا أمانَ المحتمي...
 
و لقد بكتْ و دموعُها سالتْ على ... خدِّ الرماحِ و دربُها كالأدلمِ...
 
و أنا لإنَّ الشوقَ في جوفي و لا ... يفنى و إن يفنَ الهوى لا أنعمِ...
 
و هواكِ عندي إنَّه لهوايتي ... و أنا المعلِّمُ بالحنينِ و بالدمِ...
 
هلَّا سلمتِ من الأسى يا حرَّتي ... آهٍ و لا تتألَّمي أتألَّمِ...
 
إنِّي رأيتُ البعدَ أحسنَ ما جرى ... فالكلُّ مهمومٌ ببتكِ السلَّمِ...
 
ينسون صاحبَ عمرِهم كي يمرحوا ... ينسون كلَّ جميلةٍ لم تُظلَمِ...
 
منهم سليمٌ ظالمٌ مترنِّمٌ ... و الآخرُ المظلومُ لم يترنَّمِ...
 
و الآخرُ المظلومُ ليسَ بصابرٍ ... و الظالمُ المكروهُ ليس بمُكلَمِ...
 
إنَّ النفاقَ من الغريبِ لعادةٌ ... إنَّ القريبَ لأكذبُ المتكلِّمِ...
 
و مللتُ منهم لم أعدْ متذكِّراً ... خلَّاً لنا فنسيتُ لم أترمرمِ...
 
و مللتُ من غدرِ القريبِ و عادتي ... إن أغتربْ أنسَ الوفا بتوسُّمِ...
 
و مللتُ من قربِ البعيدِ مصالحاً ... و مللتُ من دربٍ مليءٍ بالدمِ...
 
و دخانُنا خلٌّ و لم يغدرْ و لم ... يتركْ طريقي لم يكنْ كالمرتمي...
 
و أنا بلا قلبٍ قديمٌ في الدنى ... من يحترسْ من قربِه لا يندمي...
 
إنَّ البكاءَ قريبُنا و نديمُنا ... و سجائري أغلى قريبٍ مجرمِ...
 
و الشعرُ شعري لن أعوفَه إن أمتْ ... يرثِ الكلامُ مماتَنا بتألُّمِ...
 
الموتُ همِّي في الدنى لم ألقَه ... إن ألقَه ألقَ ابتسامَه من فمي...
 
آهٍ و إنَّ الشعرَ يرثي حالتي ... فتبسَّمتْ روحي و لم أتبسَّمِ...
 
و لقد سئمتُ من العتابِ تركتُه ... و علمتُ أنِّي قاتلٌ لم يظلمِ...
 
و لقد جبرتُ على القيامِ بما كره ... تُ و ها أنا متبسِّمٌ لم أندمِ...
 
و لقد نسيتُ كرائهي و شكرتُه ... ربِّي أنا لأحبُّه و معلِّمي...
 
و أموتُ إنَّ الهمَّ يبكي حالتي ... لم أحكِه أو أشكِه أو أكتمِ...
 
دنيا غريبٌ حالُها لكنَّها ... لقريبةٌ من كلِّ ذائقِ علقمِ...
 
لقريبةٌ منِّي فأعلمُ خيرَها ... خيرَ الدنى للسالمِ المتوسِّمِ...
 
و لقد ذكرتُكِ و الوحيدُ لميِّتٌ ... و القلبُ دارُ الراحلين عن الدمِ...
 
فارقتِني و لحالتي يُرثى لها ... آهٍ و قد كانتْ شفاهُكِ ميتمي...
 
يا من أمنتُ الحبَّ عندَه لم تمتْ ... آهٍ و ماتتْ و الرثاءُ مرمِّمي...
 
وجهي كليلٍ عاتمٍ لا ينتهي ... و الخمرُ فيهِ لخيرُ ما يُسقى فمي...
 
و دمي أنا بالدمعِ شرُّ سكيرةٍ ... و القبرُ مثلَ القلبِ دارُ الهيثمِ...
 
لو كانَ يحكي قلبُها لتكلَّمَ ... عذراً و قلبي كالرمادِ الأدلمِ...
 
و رحيلُكم و رحيلُنا همٌّ و لا ... أنسى فأشكرُ للحبيبِ الأرحمِ...
 
ماتَ الحبيبُ إلى اللقاءِ و قد بكى ... حبَّاً و من أحببتُه يوفي دمي...
 
متفرِّدٌ إنَّ الوحيدَ لساهرٌ ... يبكي و لا يلقى مماتَه و اسلمي...
 
و لقد ذكرتُكِ و الوحيد لميِّتٌ ... و القلب دار الراحلين عن الدمِ...
 
يا ملهمي ربِّي الحبيبُ لعالمٌ ... بالخيرِ إن أخسرْ فلا أتألَّمِ...
 
و لما البكاءُ و قد أموتُ و أنتهي ... و القلبُ في قبري و لم يتبسَّمِ...
 
حرٌّ أنا و القبرُ دار تسلُّمي ... و قتلتُ روحَ محبَّتي كالمجرمِ...
 
إن أقتلِ الإيمانَ لا أتنعَّمِ ... و اللهُ ربٌّ واحدٌ و هو الحمي...
 
آهٍ وحيدٌ وحدتي لا تحتمي ... يحميكِ ربِّي و الحبيبُ لملهمي...
© 2024 - موقع الشعر