جافيته حرا ...

لـ غير معروف، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

جافيته حرا ... - غير معروف

وحيد هبة الله
 
ما كنتُ حرَّاً في الهوى لكنَّني...لملمتُ دهري في كتابٍ محكمِ...
 
و اليومَ قسَّيتُ الكلامَ الجارحَ...و الكلُّ مشتاقٌ لما في الصمصمِ...
 
تبَّاً لكلِّ الناسِ من قربٍ إلى...بعدٍ إلى باكٍ فلا لم أُرحَمِ...
 
إلَّا الأسى في بعدي لا ما خانني...و القلبُ قد جافيتُه في الأزلَمِ...
 
جافيتُه حرَّاً و في صمتٍ فمي...جافانيَ حرَّاً و لم يُستكلَمِ...
 
يا نادمٌ قلْ لي لماذا تندمُ...لا صاحبٌ في الدنيا لم يُستندَمِ...
 
قلْ لي خليلي أين أصحاب الوفا...قلْ لي أيا صاحِ الهوى لم يُعدَمِ...
 
فانظر أيا صاحَ الوفا في حالتي...تلقَ الوفا في جوفِنا لم يُكتَمِ...
 
ناديتُهم عند الرحيلِ الحاتمِ...كي أودعَ الأصحابَ وصلَ السلَّمِ...
 
لكنَّني أُبشرتُ غدراً عندما...صمُّوا و صوتي فوق صوتِ العالمِ...
 
هذا الَّذي جارتْ عليَّ الدنيا بهْ...خذ منِّي درساً من بكاءِ المعصمِ...
 
حيَّاكِ ربِّي أمَّ تيمي المسلمِ...أطلالُنا لا تُنتسى هيَّا اعلمي...
 
أوقفتُ نفسي عندَها كالميِّتِ...و الذكرى في بالٍ و في عيني دمي...
 
حُيِّيتِ يا محبوبتي أنتِ الَّتي...لم تبتعدْ عنِّي و لم تستعلمِ...
 
إن شاءَ ربِّي سوفَ ينأى بعدُنا...و الملتقى في جنَّةِ المسترحَمِ...
 
وحيد هبة الله
 
يا من بكتْ في وحدةٍ مشتاقةً...لي و الهوى في قلبِها كالمجرِمِ...
 
من يبتعدْ عن دارِه غصباً يمتْ...إن تنهمكْ شوقاً فلا تستسلمِ...
 
سوريّا لا لم أنسَ وعدَ العودةِ...إن كانَ بعدي مبتغىً فلْترجُمي...
 
جائتْ إليَّ نسمةٌ من دارِنا...و الدارُ في همِّ القسى لم يعلمِ...
 
يا فرحتي ناديتُكِ من حرقتي...ناديتُكِ كي تنقذيني من دمي...
 
إن كنتِ أزمعتِ الرحيلَ القاتلَ...فالقلبُ قد ماتَ و لم يستسلمِ...
 
جودي عليَّ بالجفا بل أكرمي...لا تسألي عن قطعِ وصلِ الأرحمِ....
 
أبعدتُهم عن رحلتي كي يعلموا...أنِّي على قولٍ مصرٌّ محزَمِ...
 
يا غائبٌ في شدَّةٍ منها افتهمْ...أعلاهمُ أدناهمُ لا تظلُمِ...
 
يا ظهري قد حُمِّلتَ فوقَ القدرةِ...و اصبرْ أيا صدري على الهمِّ اكتمِ...
 
إنِّي و ربِّ الشامِ لا أهوى الجفا...يا حرَّتي إنِّي حكيمٌ بالرمي...
 
إنِّي و ربِّ الشامِ مشتاقٌ لها...فيكِ الصبا رعرعتِني في قشعمِ...
 
يا قلبيَ اسلمْ في ترابٍ قاتمِ...سلِّم على محبوبتي قد تسلمِ...
 
يا دمعتي في داركِ ابقِ ارحمي...يا روحي قد ماتَ الأسى كالمرتمي...
 
يا وحدتي أوفي و لا تستسلمي...يا لائمَ القلبِ الوفي ارحلْ أو لُمِ...
 
وحيد هبة الله
© 2024 - موقع الشعر