مدينة التراب - محمد محضار

غريب وسط القطيع تصفعني هبات ريح سموم قاتلة تحمل إلي كلما لم يخطر على بال أو ضاق به درع قلب أو فؤاد فكانت النتيجة هذه القصيدة..
 
 
 
مدينة التراب
 
 
خريبكة
 
وجع أنت في القلب و الفؤاد
 
وخز أنت في تعاريج الذاكرة
 
متواطئة
مع الصمت و اليباب
 
متآمرة
مع الحزن و السراب
غير آبهة بأحد
شقية عنيدة
تلسعين الجسد و الروح
كمياء الضياع
تملأ فضاءك
غيم الشرود
يكتسح سماءك
فجرك سر مكتوم
ليلك لغز ملغوم
شوارعك مقاصل قاتلة
تغتال أحلام العذارى
دروبك محارق ملتهبة
تلتهم شرنقة الحياة
باخوس (1) يعربد
في أحضانك
يا مدينة الألم و الفراغ
وكيوبيد (2) يلملم جراح العشاق
ويرحل إلى جزر الصمت و الصقيع
* * * *
خريبكة
 
يا مدينة التراب و الغبار
 
ما عدت اذكر شيئا عنك
قتلوا ذاكرتي
و حنطوا خلايا دماغي
بعثروا أوراقي
 
وسرقوا كل أحلامي
ثم تركوني تائها
في ليلك البهيم
جاؤوا من كل حدب و صوب
بسطوا الخرائط
حددوا المواقع
ثم قالوا نحن لها
سرقوا الذهب الأبيض
وتركوا لنا أنياب القرش
والهوام
فتحوا الملفات
دونوا الأسماء
ثم وزعوا الهويات
فصار السادة عبيدا
وتبوأ الخونة المقامات الرفيعة
و هبت جوقة الرعاع
تقرع طبول الاستسلام
و تبارك الخطوات
 
* * * *
خريبكة
 
يا سيدة الأسماء الغامضة
 
صرت غريبا بين أحضانك
سلبوني هويتي
 
حطموا صرح أمسي و غدي
 
و قالوا أنت الدخيل و نحن الاصلاء
 
أنت الذليل و نحن الأجلاء
 
وأنت يا سيدة الأسماء البغيضة
 
تفتحين ساقيك
 
لقمامتهم و أعفانهم
 
مستسلمة صاغرة.
 
محضار
 
 
 
 
يناير 2006 نشرت بجريدة النهار المغربية
© 2024 - موقع الشعر