صباح كورسيكا - فضيلة مسعي

صباح كورسيكا بقلم فضيلة مسعي
 
كعاتدته نهض الصباح ثقيلا
 
متثائبا
 
سكب قهوة الصيادين في أكوابهم
 
تمنى لهم الحظ
 
و العودة غانمين
 
نفض الغبار عن سجادة قديمة
 
وراح يرقب كورسيكا الفاتحة أكمام حزنها الهاربة من السنين
 
طالبة منه أن يأخذ شيئا من رحيقها إلى الفارس القديم
 
فارسها الذي تخبئ منديله المعطر بين نهديها
 
بين فوديها
 
تنتظره كل مساء تحت شجرة البوقنفيلي
 
تفتح شفرات غيابه
 
و شفرات شوك الورد العربي أمامها
 
تفك طلاسم لونه الشاحب بابريق نحاسي ورثته عن جداتها
 
الشبابيك الكبيرة بقصر والدها تكحل عيونها كل صباح
 
تظل طول النهار ساهمة
 
راعية لأوهامها
 
ترقب عجرفة الشوارع
 
القبعات الخضر
 
السود
 
و الحمر
 
المظلات الكبيرة
 
و الفساتين القصيرة و الطويلة
 
المؤدية الى كل الاتجاهات كطرق روما
 
قوارير الجعة بيد المومسات
 
السجائر الساكنة من شدة احتراقها
 
كانت رقعة الشطرنج على ركبتي جدها تتقلص
 
تتراجع قطعة هلامية الى حجم دمعة كالزئبق
 
ترفض البوح بأسرار المدينة لعيني الحفيدة التي تتسع أحداقها
 
أنهكت الشمس الصباح
 
كما أنهكه صياح الديكة قبل ساعات
 
أدركته القيلولة
 
كما أدرك هو الجلاد
 
و أسكت شهرزاد عن الكلام المباح
 
ذهب إلى حيث لا يعلم أحد
© 2024 - موقع الشعر