نهــــــار الشعـــر - حسين محمد سهيل

من أين يأتي نهار الشعر ساداتي
من ومضة الحلم.. أم ركض السحاباتِ?

أمّن مساءٍ على شرفات أسئلتي
أنا هنا أرتدي غيم العشيَّات?!

من معطف الليل يلبسني وألبسهُ
وفي عيون الدجى طَلْقُ النجيمات?

هناك ياسادتي .. بحرٌ وأسئلة
هناك ياسادتي.. صحو الصباحات

هناك كانت مياه البحر.. تطربني
يا بحر غنيت .. فاسمعني بداناتي

أشعلت صوتي .. مضيئاً في ملوحته
ما أعذب الملح في عرق البدايات

قد أقفر اللحن .. حين الشك ساورني
ماذا أقول إذا جَمِدتْ حكاياتي?

لكنه الموج.. آتٍ من طفولتنا
يحنو علينا.. ويلطمنا بموجات

يقسو علينا فيغدو الشط ملعبنا
ويصبح الرمل عرساً من فضاءاتي

فيغضب البحر يجري فوق ملعبنا
ويهدم الموج أعشاش الطفولات

نعود نبني صباحاتٍ لنا غرقتْ
كالصبح يغرقه ركض المساءات

نعاند البحرَ .. كي نبني لنا حلماً
ونزرع الرمل أوراق الشجيرات

إذا تعبنا.. رقصنا فوق صفحته
ونحن نلهو بأشواق الفراشات

نراقب الشمس .. تدنو نحو جبهته
وتلثم الماء .. في رفق المليحات

يا سيدي البحر .. هل تدري طفولتنا
كيف امَّحت فوق هذا الرمل خطواتي?

وأين يا بحر .. أشيائي, وأشرعتي
وأين يا بحر .. أسمائي, ولثغاتي?

وأين يا بحر أصدافي .. فهل غرقتْ
كما غرقتُ .. وهل ماتت محاراتي?

هل غادر الصحبُ.. لا أدري متى رحلوا
لكنهم غادروا نحوي .. وفي ذاتي?

© 2024 - موقع الشعر