دعــــــــــاء - حسين علي عرب

وَقَدَتْ بين جانِبَيَّ المواقدْ
بالتباريح من طريفٍ وتالدْ

ودهتني الخطوبُ من كل صوْب
بعضُها فوق بعضها مُترافد

كلما قلت قد تصرّم خطب
هدَّني غيره بخطب مُعاند

وإذا أدبر الزمان على المر
ءِ تَردَّى به, ولو كان صاعد

ما الذي قد جنيته? لست أدري
غير أني معرض للمكايد

صرت فيها كريشة في مهب الرْ
ريح ما بين مستريب وحاقد

والليالي وليدة كل يوم
بالرزايا تنوعت بالولائد

رَبِّ رحماك قد تهدم عمري
كلما داهمته شتى الشدائد

ما تعرفت غير بابك بابا
حينما تلتقي بقلبي المواجد

شهد الناس أنني لست أرجو
أي شيء منهم وأنت الشاهد

أنت زوّدتني الجميل ومازا
لت تَوالَى عليّ منه الزوائد

زهدت نفسيَ الأليمةُ بالنا
س وإني إليك لست بزاهد

ليس يرضيك أن تنال الرزايا
من فؤادي منالها المتوافد

خالد أنت, والحياة ستفنى
كهشيم, وليس غيرك خالد

لا أُطيل القصيد فيك لأني
أتولاك لا بطول القصائد

غير أني وقد أضرَّ بي الوج
د, فؤادي بكى بحرقة واجد

حبستْ عينيَ الدموع من الحز
ن وثارت بجانبي المواقد

فأغثني يا واهب الفضل بالفض
ل - توالى بخيرك المتوارد

وأعنّي على الهداية والرش
دِ فإني لمهتد بك راشد

وادرأ الكيد عن حياتيَ يا خي
ر معين على ظلوم وحاقد

© 2024 - موقع الشعر