مَوَاجِدُ الحُسَيْنِ بن مَنْصُورْ - حسين السماهيجي

مرتعشَ الأطرافِ
تلملم أوجاع الناسْ
في جُبّتكَ الكونيّه
تنثر ياقوت الكُرّاسْ
تبكي
تحلمُ
تكتب في االألواح عن النرجسْ
تَمدَّدْ..
في الدم متَّسع للصوفيِّ
وفي القلب سماءْ
أزهر قنديلكَ
فالتمسِ الماءْ
للنار الشرقيّه
أعياك القمر المتدلّي بين عروقكْ
أعياك الجسد المترهّل فوق الخشبه
فلتنبتْ في إبطكَ أحفادٌ
وشُجيرات مغتربه
فلتُشهرْ هذا الذاوي في عين الشمسْ
ولتتقاطر من لحيتك البيضاء دموعْ
ما زلتُ وَلوعاً
ببقايا رائحة تتهدّل من أعذاقكَ
ما زلتَ بهياً
في أعطافك ألف نبيٍّ
أرجفه خَدَر ينتابكَ
- أسعيدٌ أنتَ؟!
- اعتدتُ الصمتْ..
- أتكون الكأسْ..؟!
- أوحتْ لي أن الخلق شموعْ
توجّعتُ لقومي
فتسلّقتُ جبالاً من جوعْ
ورضيت بثوبي المرقوعْ
- أرأيتُكَ إن كنتَ الشاهد في هذي الظلمه
من يأخذ بعدك أيدي الضعفاء إلى القمّه ؟
*****
هَبْني عينيكَ
أهبكَ الفرح الأخضرْ
هبني الجسد المجروحْ
أهبك الروحَ
وبوحاً أصفرْ
خبّأتكَ..
لم تكن الوردة تعلم أنك سرّ العطرْ
ولم تكن الثورة تُفصح أنك خاتمة البرقْ
خبّأتكَ..
لم تكن الظلمة غادرةً
في ليل الشرقْ
لم يكن القمر الهابط في القيعانْ
محمرّاً ما بين الكتفينْ
لم تتعوّدْ أن تُفصح عن خوفكَ
حتى صار الخوف لديكَ
بلا عنوانْ
قامرتَ بأحفادكَ
فانتبذِ الآن عروقاً مفتوحه
يتقاطر منها العسل الأبيضُ
والقَطِرانْ
قامرتَ بنا
فتنزّلْتَ على الإيوانْ
أرّخنا الضوء بآياتكَ
فتّشنا أرواح الأبدانْ
فكان الجسد المصلوبُ
هو البرهانْ
هو البرهانْ
****
روّعنا الليلُ
ولم نبرح نتخافت بالبوحْ
خامرنا الشكّ فجئناكْ
نتبتّل في نهر من ضوءْ
ونُريق الماء على جسدٍ
يتوضَّأُ فوق الخشبه
نضّدنا تاجكَ
أوقدنا النار ببابكَ
قُمْ من هذي الرقدةِ
قم فالوحدة ما حسنُتْ لسواكْ
أنزلنا دونك أجساداً
في قعر النار الملتهبه
باركنا الظلمة حول النارِ
فرشنا الأرض موائدَ
للبعث القادمِ
ضرّجنا الأقمارْ
منحناكَ وجوهاً
تبكي
تفرحُ
تختزن الأسرارْ
وسعينا بصليبكَ
بين الجثمان وبين الدارْ
ونقشناك على الأسفارْ
© 2024 - موقع الشعر