ارى النفس - حامد بن مايقه الحبابي

ارى النفس دايم ما تخلّي طبوعها
هجرت النشيد و طوعتني بطوعها

حداني غرام النفس و الشوق و الهوى
على غبّةٍ قد جزت ما طيح قوعها

سبحنا غبيب و غيرنا سابحٍ بها
تخيّرت بيتين و تنقّيت نوعها

انا اللي على مجرى التماثيل هاضني
مبادي طوالٍ عذّبتني فروعها

مراقيب هاضتني و انا كنت غافل
عن الشعر لا شك امتحنّي طلوعها

جنوب من الروضه*شمالِ من النقا
اذا اجا الحيا تملا الحريثي *هزوعها

تعلّيتها لعلّ ينساح خاطري
أسلّي عيونٍ عذّبتني دموعها

على ذكر حيّانٍ تقافوا و خلّفوا
لنا عبرةٍ باقصى الضماير تروعها

تلوف الحشا من حرّها تنثر الشوا
خطرها على الانجاف لولا ضلوعها

سقا الله ليالٍ جمّعتنا و لا سقا
ليالٍ اهلها كل يومٍ تصوعها

تزيّن لهم يومٍ و يومٍ تضدّهم
و اذا زينت يقفا سعدها فجوعها

جحودٍ لعادات الوفا تبحث الخفا
جحود الوفا هاذي عوايد طبوعها

فلا يامن الدنيا سوى جاهلٍ بها
و لاضدّته ضيم الليالي و جوعها

دع الهم يا قلبي و تذكار ما مضى
الايام هاذي من قديم شروعها

الايام ما تصفي لمن كان قبلنا
كلت قبلنا ناسٍ كبارٍ جموعها

الايام لو تضحك قفا ضحكها البكا
و لا خلق نفس و حزنها ما يلوعها

الايام تزرعنا و حنّا حصادها
و لاأفات تاكل ما بقى من زروعها

و الآجال بأسبابٍ و لااعمار تنتهي
كالاغصان لا راح الندى من جذوعها

و الاقدار ما يقدر عليها يردّها
سوى اللي خلقها و افتكر في سنوعها

و الاحذار من الاقدار ما تمنع الفتى
ولابه جنودٍ خلّدتها دروعها

و الاعمال هي الآمال هي راس مالنا
نهار اللقا تلقى المنايا ربوعها

© 2024 - موقع الشعر