و ما أنسَ لا أنسَ يومَ المغارِ - أبي فراس الحمداني

و ما أنسَ لا أنسَ يومَ المغارِ
محجبة ً لفظتها الحجبْ

دَعَاكَ ذَوُوهَا بِسُوءِ الفِعَالِ
لِمَا لا تَشَاءُ، وَمَا لا تُحِبّ

فَوَافَتْكَ تَعْثُرُ في مِرْطِهَا،
و قدْ رأتِ الموتَ منْ عنْ كثبْ

وَقَدْ خَلَطَ الخَوْفُ لَمّا طَلَعْ
تَ دَلَّ الجَمَالِ بِذُلْ الرُّعُبْ

تُسَارِعُ في الخَطْوِ لا خِفّة ً،
و تهتزُّ في المشيِ لا منْ طربْ

فلمَّا بدتْ لكَ فوقَ البيوتِ
بدا لكَ منهنَّ جيشَ لجبْ

فكنتَ أخاهنَّ إذْ لا أخٌ
و كنتَ أباهنَّ إذْ ليسَ أبْ

وَمَا زِلتَ مُذْ كُنتَ تأتي الجَمِيلَ
و تحمي الحريمَ ، وترعى النسبْ

و تغضبُ حتى إذا ما ملكتَ
أطَعْتَ الرّضا، وَعَصَيْتَ الغَضَبْ

فَوَلّيْنَ عَنْكَ يُفَدّينَهَا،
وَيَرْفَعنَ مِن ذَيْلِها ما انسَحَبْ

يُنَادِينَ بينَ خِلالِ البُيُو
تِ:لا يَقطَعِ اللَّهُ نَسْلَ العَرَبْ

أمرتَ -وأنتَ المطاعُ الكريمُ -
ببذلِ الأمانِ وردِ السلبْ

و قدْ رحنَ منْ مهجاتِ القلوبِ
بأوفرِ غنمٍ وأغلى نشبْ

فإنْ هُنّ يَابْنَ السَّرَاة ِ الكِرَامِ،
رددنَ القلوبَ رددنا النهبْ

© 2024 - موقع الشعر