يا نَفسُ لَولا مَطمَعي - جبران خليل جبران

يا نَفسُ لَولا مَطمَعي
بِالخُلدِ ما كُنتُ أَعي

لَحناً تُغَنّيهِ الدُّهور
بَل كُنتُ أَنهى حاضِري

قَسرا فَيَغدو ظاهِري
سرّاً تُواريهِ القُبُور

يا نَفس لَو لَم أَغتَسِل
بِالدَّمعِ أَو لَم يَكتَحل

جَفني بِأَشباح السّقام
لَعِشتُ أَعمى وَعَلى

بَصيرَتي ظفرٌ فَلا
أَرى سِوى وَجه الظَّلام

يا نَفسُ ما العَيشُ سِوى
لَيلٍ إِذا جَنّ اِنتَهى

بِالفَجر والفَجرُ يَدوم
وفي ظَما قَلبي دَليل

عَلى وُجُودِ السَّلسبيل
في جرّةِ المَوتِ الرّحوم

يا نَفس إِن قالَ الجَهول
الرّوحُ كَالجِسمِ تَزُول

وَما يَزول لا يَعود
قُولي لَهُ إِنّ الزُّهور

تَمضي وَلَكنّ البُذور
تَبقى وَذا كنه الخُلود

© 2024 - موقع الشعر