تعابير الهوى - عبد العزيز اليوسف

أبدع الخالقُ في الخصرِ النحيل
كلما مال على جنبٍ أميل

أصبحت نظراتي للقلبِ دليل
لم ترى عيني من الحُسنِ مثيل

أترى هل فارق الوجهُ الونى
بعدما فارقه الرِمشُ الكحيل

إن كسر النفسِ للقلب ظناً
غير أن القلب يأبّى أن يَحيل

حاملاً همّ تباريحِ الهوى
مٌستعيذاً حائرَ الليلِ الطويل

حيرتني لفتةُ العين إذا
فارقتني , هل أنا ضيفٌ ثقيل ؟

يا هوىً ما لامس القلب سوى
شوقهُ العاصفُ والصبرُ قليل

لا تكن أقسى من الدهرِ على
خائر الأشواقِ , ذي الحظِ الضئيل

غاله الوجدُ إذ القرب منى
وبدى اليأسُ عن الحُبِ بديل

أنا إن أمشي فشوقي قائدي
من بعيد الأمر أن أقطعَ مِيل

أجذبيني فالهوى في لحظةٍ
وأطعني في العمق باللحظِ الصقيل

وأعبقي في العمر ريحاً صرصاً
ينتشي القلب , و يُردِيني قتيل

أشعري بالحال يامن رمشها
في ربى الوجد يدوي بالصليل

و إرسمي بالحُسن تاريخاً على
بُسمةُ الثغرِ بجيلٍ بعد جيل

ثم رقت في هوى النفسِ منىً
وأستفاقت بعدما حار الدليل

فرأتهُ مِثل حلمٍ خاطرٍ
عابرٍ بالنفس فواحٌ عليل

أشرقت منهُ تعابيرُ الهوى
و لقى الأشواق في العمرِ جميل

هو شوقٌ أم جنونٌ عارمٌ
هو حلمٌ هو من ذاك القبيل

هو إن بدنوا إلي القلب منىً
و همومُ الدهر يمحي أو يُقيل

ألهمتني رُغم ما كانت بهِ
من جفاءٍ أرهق القلب الهزيل

ليس ما يهوى من الوجدِ سوى
خافِقاتٍ وقعُها فينا ثقيل

عبد العزيز اليوسف
© 2024 - موقع الشعر