كالنسرِ على عتباتِ الصخرِ - عبدالله الوشمي

منكباً فوق الأوراقِ يناغيْ أحرفَهُ السوداءْ !
منكباً كالنسرِ على عتباتِ الصخرِ العمياءْ !
منكباً كالموميّاءْ .
بحاراً يرسو في بحرِ الأسطورةِ كلّ مساءْ .
ويديرُ الكأسَ على أفواهِ القومِ الغرباءْ .
ينثرُ للّيل كنانَتَهُ
يختارُ الأبيضَ والأخضرَ يوغلُ في رسم الأشياءْ .
يوغلُ في الغزوِ ولا يرجع إلا
مملوءاً بالليلِ ، وبالشعرِ ، وبالأضواءْ .
في مقهى الحرفِ ، هناكَ ابتدأتْ خارطةُ الأسماءْ .
ثعباناً يرسمُ ، أو ليلاً يبحثُ في ذاكرةِ الحرفِ البيضاءْ .
يكتبُ عن شاعرِهِ البدويّ ، وعن جنيّة تلك البئرِ الحمراءْ !
يكتبُ عن ليلى يمشي في موكبِها
كلُّ الشعراءْ .
في كلّ بلادِ الله ملايينُ الأقلامِ
ولكنَّ الكفَّ البيضاءْ .
كفٌ واحدةٌ يحملُها ذاك الرجلُ : الإستثناءْ .
هل أحدٌ يعرفُ مَنْ يُدعى
ذاك البحّارُ الخارجُ من رحمِ الصحراءْ ؟!
رجلٌ من جيلِ الآباءِ ، وأعطى كالشمسِ ملايينَ الأشياءْ .
لا يعرفُ أحداً .
لا يحملُ في عينيه سوى الماءْ .
لم يكتبْ شعراً ،
لم يكتبْ ما يدعوهُ الناسُ الشعرَ ولكنّ الكفّ البيضاءْ .
ما زالتْ تكتبُ آلافَ الأسماءْ ‍‍.
لم يكتبْ شعراً
لكنّ الكفّ البيضاءْ .
كتبتْ ميلادَ : أميرِ الشعراءْ !!

مناسبة القصيدة

وهذه قصيدة كُتبت قبل أن أسعد بالمعرفة القريبة من الأستاذ عبدالكريم، وإنما كانت المعرفة وقتها معرفة الفكر والحرف والكتاب
© 2024 - موقع الشعر