مهرة التاريخ - سالم المساهلي

مهرة التاريخ
 
 
مرحى لها مصقولة الأعضاء
تختال في شمم بكلّ بَهاء
تزهو بما حازت من الحُسن الذي
بهرَ الضّياء بسحره الوضّاء
صالت وجالت واستبدّ صهيلها
فكأنها التاريخ ذاتَ نداء
وكأنها تدعو الرّجال فلا ترى
غير الذي يمشي على استحياء
تهفو ، تُحمحم ، لا مجيب لشوقها
غيرُ الرّياح وشاردُ الأصداء
ويهدني عجزي على إنجادها
فألوذ بالحسَرات والإيماء
وتعود بي الذكرى لصَوْلة فاتح
دانت له الدّنيا بغير عَناء
واقتادَ أقطابَ الوُجود مطرّزا
لملاحم الكلمات والأشياء
هُبّي مع التاريخ يا ريحانة
تجلو الصّدى وتُعيد لي أسمائي
وتنير لي درب الوفاء لأمة
قدسية الأشواق والأنباء
هبّي فإني مُفرَد بمدينة
... مسكونة بالتيه والأرزاء
الناس فيها هائمون فلا رؤى
تهدي السبيل ولا هوى لولاء
يحيا بها القواد ، يغترب الذي
لا يستكين لجنّة الأمراء
هبي بهاء ساطعا سيعيدني
هذا الصهيل لصبوة الشعراء
يابرقَها أومض فإن معارجي
فوق السّحاب ومنتهى العلياء
هزي إليك الأمنيات فإننا
نمناعن الآفاق والأرجاء
كنا على خيل الزمان نقودها
فوق الرياح بهمّة الشرفاء
ونقارع الأقدار بالعزم الذي
لايستكين لمنطق الأشياء
ونريد ما فوق السّماء منازلا
حيث الكمال وغاية الآلاء
© 2024 - موقع الشعر