أَ لَّا تَرَى يَا سَرْمَدِيُّ مَجَاعَتِي ؟ - شهد الدوسري (شرود)

خُذْهَا يَمِيْنًا لا تَرُدُّ يَمِينِي
فَيْضاً مِنَ السّلْوَانِ والتَّأبِين ِ

أَ لَّا تَرَى يَا سَرْمَدِيُّ مَجَاعَتِي ؟
أنّي بِحَاجَةِ زَادِكُمْ فَ اعْطِينِي !

جُدْ يَا غَنِيَّ النَفْسِ نِصْفَ تَحِيَّةٍ
قُلْ يَا صَبَا بَلْ يَا مَسَا رُدّينِي

ثُمَّ ارْتَحِلْ حَيْثُ العُيونِ تَأَمُّلاً
حَكْيُ العُيُونِ مُعَذّبٌ يُبْكِينِي

يَا مُلْهمِي نَبْضُ الفُؤَادِ هَوَاكُمُ
زَادُ الهَوَى مَشْرُوعُهُ تَكْوِيْنِي

ظَمْئانُ وَصْلُ الهَمْسِ بَلْ ظَمْئَآنُكُمْ
هَلْ لِي بوَصْلٍ يا هَوىً يُغنيني ؟

جُدْ يَا نَعِيْسَ العَيْنِ يَا سِرَّ البَلا
جَفّتْ مَحَابِرُ وَصْلِكُمْ تَدْوِيْنِي

أمَّا رَأَيْتَ صَغِيْرَةً تَبْكِي هُنَا
بَيْنَ الضُّلُوْعِ أَنِيْنُهَا يَحْوِيْنِي !

هَلْ مُضْغَة ٌ عَزْفُ الحَنِيْنِ دَوِيُّهَا
وَرْطِيُّها عَكْسُ الوَريدِ أنِيْنِي

مناسبة القصيدة

ما بك تبكي ؟ وأنت من أبكاني اليوم والأمس وغدا وأنت من زين عينيّ لمعانا و بلل رمشَي من وَجعي ! ما بك تبكي ؟ وضحكٌ في شفاهِك يعلو ..، وغدرٌ في نحيبك يبدو وكذبٌ غمّست به نظرك ! وعدمٌ بيّنت به خبرك ! وأنت تُطالعني ... تبكي ! فلـ يبكِ القدر على كذبك ! يا من علّمني صوتهُ أن لا أستيقظ من جهلي .. علمّني هجرهُ أن لا أستوطن لا وطني لا تبكِ كذبا يا هذا ..، لا تجبر عيناك دموعا ! لا تطلب مني غاليتي ! ما بك تبكي ؟ أتراهُ الحس ُّخطا نحوك ! ما غاية دمعك أخبرني ..، ماغاية كسركَ علّمني كي أفهم تفصيل الموقف كي أعرف تحليل القصّه ونهاية مسرح ما يُبكي ! ما بك تبكي .. لو تبكي !
© 2024 - موقع الشعر