ألا إنّ رَبّي قوِيٌّ - أبو العتاهية

ألا إنّ رَبّي قوِيٌّ، مَجيدُ،
لَطيفٌ، جَليلٌ، غنيٌّ، حَميدُ

رأيْتُ المُلُوكَ، وإنّ عَظُمَتْ،
فإنَّ المُلُوكَ لرَبِّي عَبيدُ

تُنَافِسُ فِي جَمْعِ مَالٍ حُطَامٍ
وكلٌّ يَزُولُ، وكلٌّ يَبِيدُ

وكَمْ بادَ جَمْعٌ أُولُو قُوّة ٍ،
وحِصْنٌ حَصِينٌ وقصرٌ مَشِيدُ

ولَيسَ بباقٍ على الحادِثاتِ،
لشيءٍ مِنَ الخَلْقِ رُكنٌ شديدُ

وأيّ مَنيعٍ يَفُوتُ الفَنَا،
إذا كانَ يَبلَى الصَّفَا والحَديدُ

ألا إنّ رأياً، دَعَا العَبْدَ أنْ
يُنيبَ إلى الله، رَأيٌ سَديدُ

فَلا تَتَكَثّرْ بدارِ البِلَى ،
فإنّكَ فيها وحيدٌ فَريدُ

أرى َ الموتُ ديْناً لَهُ عِلَّة ٌ
فَتِلْكَ الَّتِي كُنْتَ مِنْهَا تحِيدُ

تيقَّظْ فإنَّكَ فِي غَفْلَة ٍ
يَميدُ بكَ السُّكْرُ ،فيمَنْ يَميدُ

كأنّكَ لم تَرَكَيفَ الفَنَا،
وكيفَ يَمُوتُ الغُلامُ الرَّشِيدُ

وكيفَ يموتُ المُسِنُّ الكَبيرُ
وكيفَ يموتُ الصَّغِيرُ الوَليدُ

ومَنْ يأْمَنِ الدَّهْرِ فِي وَعْدِهِ
وللدّهرِ في كلّ وَعْدٍ وعيدُ

أراكَ تُأمّلُ،والشّيبُ قَدْ
وأنْتَ بظَنّكَ فيها تزيدُ

وتَنْقُصُ في كُلّ تَنفيسَة ٍ،
وأنَّكَ فِي ظَنِكَ قَدْ تزيدُ

© 2024 - موقع الشعر