رجاء المرء - وليد السقاف

رجَاءُ المرَء لُطفُ غُفرَانِ
و حُسنُ الظَنِ ِبالله سَلوانِ

مَالك روح مَن خَلقَ
و صَاحِب ما في الأكَوانِ

يُديرُ الكَون بلا تعبٍ
و كُل ما ترى بحُسَبَانِ

و الأمرُ في الدُنيا سَهلٌ
إن كَان القَلبُ عَمرَانِ

و الصَبر على البَلوى صَعبٌ
إن كان الصَاحبُ غَفلانِ

يرجُو الفَرجَ على عَجَلٍ
و الخَالقُ من فَوقٍ سَهرانِ

ينَظرُ بِعَطفٍ من طَرفٍ
و المَرءُ في شَأنِه حَيرانِ

يُِزيلُ عنه أي كَربٍ
مَتى ما قَال يا رحْمَنِ

و في الأخُرَى له أجْرٌ
مِن صَاحبِ الفَضلِ بإحسانِ

يُجِيبُ له أي طَلبٍ
أسَرع من طَلبِ سُليمانِ

و يُوقف عنه أي مَرضٍ
و لا يَعرفُ مَعنى حِرمَانِ

و العُمرُ جَارٍ الى أبَد
فالشْيبُ قَد ترَكَ الميدَانِ

و العَينُ متى إن طَرَفَتْ
رَأتْ مِن الحُسنِ ألوانِ

و الإذُن ما قد سَمِعَت
من صَوتٍ كُله ألَحانِ

و طَه يَسجُد عَن قُربٍ
مِن كَرَمِ رب الأكوان

و غَداؤك يومٌ مع عُمرَ
و في اليومِ الثاني عُثمانِ

و صَاحبُ الغارِ قد مَرَكْ
و لَن تَجِدَ مِنهُ نُقصَانِ

و أما علىٌ فذا يوم
يأتيك بحب و عرفان

و من ثُم الأهل يأتونك
فاليوم جَزاؤك إحسَانِ

و الخِلُ الصاحبُ من بَعدٍ
مَن كَان خَيرَ الأعوَانِ

يُداري السُوء مِن فِعْلِك
بِنُصحٍ قَد هَزَ الوجْدَانِ

و يَمنعُ عَنك أي أذي
و يَردَعُك مِن ذَنبِ الأبْدَانِ

و يُعيِنُك في فِعلِ الخَيرِ
و يُبعِدُك مِن رجْسِ الشْيطانِ

فالخِلُ في كُل الأزمانِ
لِلنفسِ هو دارُ إطِمئَنانِ

و لَهُ تُبذَلُ أغَلى الأثَمانِ
و قد خَابَ فَاقِدُ خِلانِ

© 2024 - موقع الشعر