شرف العفاف والرضى - أبو العتاهية

متى تتقضّى حاجة المتكلّفِ
ولا سيما من مترف النفس مسرفِ

طلبت الغنى في كل وجه فلم أجد
سبيل الغنى إلا سبيل التعفّف

إذا كنت لا ترضى بشيءٍ تنالُهُ
وكنت على ما فات جمّ التلهّفِ

فلست من الهمِّ العريض بخارج
ولست من الغيظ الطويل بمشتف

أراني بنفسي معجباً متعزِّرا
كأني على الآفات لست بمشرف

وإني لعين البائسِ الواهن القوى
وعين الضعيف البائسِ المتطرّف

وليس امرؤٌ لم يرعَ منك بجهده
جميع الذي ترعاه منه بمنصف

خليليَّ ما أكفى اليسيرَ من الذي
نحاول إنْ كنّا بما عفّ نكتفي

وما أكرمَ العبدَ الحريص على الندى
وأشرفَ نفس الصابر المتعفّف

© 2024 - موقع الشعر