حزن عميق - حفيظ بن عجب الدوسري

حزن عميق فاض بي و شجاني
و استعبرت عيني و شل جناني
وعذاب أنفاس تردد رجعها
فتسابقتها فورة الغثيان
لو كان في صدري لها متنفس
لكنها تشكو من القضبان
لو كان للأيام صوت ناطق
لرثت.. و فاق بيانها تبياني
لو كانت الأوراق تحكي لاشتكت
قلمي .. و قالت تاه فيك لساني
آواه من ليل تعاظم جرمه
حتى غدوت به كم النشوان
أحي به ذنبا .. أقارف ثالثا
و أعيش مثل الهائم السكران
آواه من قلب يكبله الأسى
فيهيم بين مرارة الأحزان
ما زال يذكر ما مضى من جهله
أيام كان على خطى الشيطان
يمضي الليالي ثابرا في غيه
و يعيش بين الظلم و الحرمان
حتى تكشفت الأمور..فبان
ما سيكون حين تفرق الأظعان
وتذكر القبر المخيف و ظلمة تحويه
حين يلف بالأكفان
فبكى و ارسل لفظه متتابعا
حتى كأن الموت في الخفقان
آواه يانفسي أموت و حسرتي
خوف القيامة عذبت أوزاني
آواه من يوم أكون به الذي
فوق الصراط على لظى النيران
أبكي و دمعي في خدودي نازف
عيني جرت و تمزقت أجفاني
أمشي و خطوي خائف متردد
و الذنب فوقي و الجميع يراني
و الناس من حولي عراة تشتكي
ظلمي و إسرافي مع الطغيان
فرعون من تحتي و قارون الذي
قد كان ينكر نعمة الرحمن
و أمام عيني جنة محفوفة
بجميع ما في الكون من ألوان
فيها من الحور الحسان عرائس
يرفلن بالديباج و التيجان
و بها نعيم ليس يفنى دائم
يبقى بفضل الواحد الديان
يارب .. فارحمنا و اسكنا بها
و أغفر جميع سوالف العصيان
© 2024 - موقع الشعر