سمراء

لـ ماجد الراوي، ، في غير مُحدد، 925

سمراء - ماجد الراوي

أنا المُعنّى على ذكر الهوى صاحِِِ
وَمَنُْ سِواكِ بليل الشوق مِصْباحي

أمْسَى نَهارِي ظَلاماً يَوْمَ غِبْتِ بِهِ
واللَّيْلُ أضْحى لَدَى لُقْياكِ إصْباحي

سَمْراءَ تَتْرُكُ قَلْبي رَهْنَ أنْمُلِها
وتَسْكُبُ الخَمْرَ عَيْناها بأقْداحي

دُجى ضفائِرِها في وَسْطِهِ قَمَرٌ
سارٍ بِنُورٍ على الأفْلاكِ وَضّاحِ

يا حُسْنَ مَنْطِقِها لَمّا تُحَدِّثُني
يا صَوْتَها كَهَديلٍ بَيْنَ أدْواحِ

بَدَتْ وَنُورُ الضُّحى في الكَوْنِ مُنْطَلِقٌ
فَحِرْتُ أيُّهُما وَجْهُ الضُّحى الضّاحي

َعزَّتْ مَثائِلُها رَقَّتْ شمائِلُها
لَطِيفةٌ كَمَزيجِ الماءِ بالرّاحِ

سَمَتْ لَها في خَيالي اليَوْمَ أخْيِلَةٌ
تَخْتالُ سَكْرى وَتَسْري رَتْلَ أشْباحِ

فَرُحْتُ أرْصُدُها عَمْداً لأرْسُمَها
بِريشَتي صُوَراً في صَدْرِ ألواحي

حَتّى إذا رَحَلَتْ عَنِّي وما رَجَعَتْ
وَجَدْتُها صُورَةً خَرْساءَ في السّاحِ

يا مَنْ تَلا قِصَّتي في الشَّوقِ تَعْرِفُني
إنِّي فَتىً بِعَذابي جِدُّ مُرْتاحِ

أهْوي على النّارِ والنِيْرانُ تُحْرِقُني
مِثْلَ الفَراشِ على أضْواءِ مِصْباحِ

كانَتْ تُرَفْرِفُ رُوحي للهَوى طَرَبا
والقَلْبُ تَخْفِقُ في جَنْبيهِ أفْراحي

واليَوْمَ فَرَّ زَمانٌ كُنْتُ آلَفُهُ
كَما يَفِرُّ شُعاعُ الضَّوْءِ مِنْ راحِ

يا حَبَّذا عَهْدُ أُنْسٍ كانَ يَجْمَعُنا
ومُلْتَقى أنْفُسٍ تَصْفُو وأرْواحِ

© 2024 - موقع الشعر