شهيق وزفير - رافل خاشوق

شَهِيْقْ وَزَفِيْرْ
 
مَلَلْتُ السَّمْعَ وَالطَّاعَةْ
وَتَنْفِيْذَ القَوانِيْنِ
وَتَقْدِيْمَ البَراهِيْنِ
وَضبطَ النَّفْسِ وَالسَّاعَةْ
مَلَلْتُ الصَّوْتَ يَأمُرُنِيْ وَيَنْهَانِيْ
مَلَلَتْ الشَّكَ يَقْتُلُنِيْ وَيَنْسَانِيْ
مَلَلْتُ الصَّمْتْ
حتَّى الصَّمْتُ صَارَ يُخِيْفُهُ مِنّيْ
فَيَسْأَلُنيْ ويسألنيْ و يسألنيْ
وَلَوْ أَحْجَمْتُ صَامِتَةً يُحَاصِرُنِيْ
بِقَوْلِهِ "قَدْ تَمَادَيْتِ"
 
فَمَنْ أَعْطَاهُ حَقَّ المنْعِ وَالتَّحْدِيْدِ وَالرَّفْضِ
وَمَنْ سَمَّاهُ مُؤتَمَناً عَليَّ وَحَامِيَاً عِرْضِيْ
وَأيُّ ثقافةٍ تَلكَ الَّتِيْ مَا انفَكَّ يُنْشِدُهَا
وَأَيُّ مُصِيْبَةٍ تَلْكَ الَّتِيْ وَقَعَتْ عَلَىْ رَأسِيْ
 
دَخَلْتُ الحُبَّ لا قَيْدَاً وَلا شَرْطَا
فَرَاحَ الحُبُّ يَأخُذُ كُلَّمَا أَعْطَىْ
رَكِبْتُ مَرَاكِبَ الصَّبْرِ
وَسَلَّمْتُ الهَوَىْ أَمْرِيْ
كُتَمْتُ الآهَ فِيْ صَدْرِيْ
جَنَيْتُ أنَا عَلَىْ نَفْسِيْ
فَأيُّ ثقافةٍ تَلكَ الَّتِيْ مَا انفَكَّ يُنْشِدُهَا
وَأَيُّ مُصِيْبَةٍ تَلْكَ الَّتِيْ وَقَعَتْ عَلَىْ رَأسِيْ
 
 
عَادَاتِيْ.....تَقَالِيْدِيْ.....أصُوْلُ الدّيْنِ وَالدُّنْيَا
أنا رَجُلٌ.... أنا رَجُلٌ
فَهِمْنَا
كُلُّنَا بَشَرُ
خُشُوْنَةُ ذَقْنِهِ وَثِيَابُهُ البَلهَاءُ وَالكِرْشُ الَّذِيْ بِالكَاْدِ يَحْمِلُهُ
تَفَاصِيْلٌ .... تُضَايِقُنِيْ
فأَعْذُرُهُ.... وَأنْسَاهَا
أشْكُرُهُ عَلَىْ النِّعَمِ الَّتِيْ أعْطَاْنِيْ إِيَّاهَا
قَضَيْتُ العُمْرَ أَمْلأُ كَأسَهُ المغْرُوْرَ مِنْ كَأسِيْ
فَأيُّ ثقافةٍ تَلكَ الَّتِيْ مَا انفَكَّ يُنْشِدُهَا
وَأَيُّ مُصِيْبَةٍ تَلْكَ الَّتِيْ وَقَعَتْ عَلَىْ رَأسِيْ
 
 
زَمَنُ الصَّمْتِ قَدْ وَلَّىْ
نَعَمِيْ أصْبَحَتْ كَلَّا
أَنَا مَا عُدُّتُ أغْنِيَةً يُغَنِّيْهَا
يُقَرِّرُ كَيْفَ يَبْدَؤهَا
يُقَرِّرُ كَيْفَ يُنْهِيْهَا
وَإِنْ كُنْتُ بِأفْكَارِيْ
وَأيَّامِيْ وَسَاعَاتِيْ
رَهِيْنَةَ حُبِّهِ العاتِيْ
فَهَا إِنِّيْ تَرَكْتُ لَهُ
هَوَىْ الدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا
حِصَارِيْ شَدَّ أوْتَارِيْ
وَأشْعَلَ ثَوْرَتِيْ عَارِيْ
خُضُوعِيْ كَادَ يَقْتُلُنِيْ
وَيُخْمِدُ ثَوْرَةَ النَّارِ
أمَا آنَ الأوانُ لِيَنْتَهِيْ نَحْسِيْ
فَأيُّ ثقافةٍ تَلكَ الَّتِيْ مَا انفَكَّ يُنْشِدُهَا
وَأَيُّ مُصِيْبَةٍ تَلْكَ الَّتِيْ وَقَعَتْ عَلَىْ رَأسِيْ.
© 2024 - موقع الشعر