آذار/ فتون العنزي - فتون العنزي

اذآر ..
نَدِفتَ بِإرتداء عباءة السَفر مبكراً
كَمأبون جَنّ بِمنتصف الغياب
إسْتَندهَ لكل ما تأَهبتُ له حينها
فََغَرَّ بي وَ تَوارى خَلف الرَّباب
لَمْ يئْتَزَّ لديجور إجْتَفَّ أورِدَتي
رَبِدَاً بِعُقْر جَرحِ مُكتمِل النِصَاب
وَ أنْا لازِلتُ أتوسَّم بين شهقة وَ أخرى
أنْ يتَداركَ تنهيدة أستوقَفت أزيز الباب
فَالأشواق النَازفه إِنْ إستَدارت بِريبة
تَأخُذ معها عَبق الذِكرى ملتحفة بِالضباب
زُرني كما النيروز كُل سنة ..
وَ قبِل نَافِذتي بِشفاهٍ نديّة ملؤها العباب
وِإنْ إستعصمت بِجُرمِك لِتنال مني
فَسأهجوك بجريال مزبرٍ على ناصية كتاب
 
اذآر..
أَسْدَل العُمْر سَتائِرهُ
وَ أَقفَل ريوف النبض بِقلادةٍ وَ سِوار
فَتأطمت بجِراحاً وأدتني يوماً
متلاطمة بِجحافل حَظٍ وَ وحشة القفار
فما عُدت أبتسِم لشجرة اللبان كعادتي
أو أحتضِن نمارِق رَشَحَتْ مَنامي بِإختصار
خفافيشُ الظلام طَوقت مدائني بخشوع
صلّت فتجلّت وأكثرت مِن فوهة الاستغفار
جَاست حول كنائس التعبُد سُمُوداً
لَم تنساق خلف لعنة البؤس وَ رشفة المسطار
أوطان الشُحَّ قد إنزاقت بِإجحاف عابريها
وَ إنزوت بين اجفان التزلف وَ سمق التجبار
هكذا نكون حينما تغتابنا الليالي علناً
فتأجج ناراً بالنبض حين الزله وَ ابان الإبكَار
شُكراً لأنني هكذا سأمضي دون تعليقاً يُذكر
وَ دون أن أصاب بقشعريرة كاملة فأنهار
رُبما تنصفني الأوراق ذات يومٍ
لأتجاوز طرائق الحزن ومذاهب الإستصبار
 
همهمه::
إن لم ينصفني الزمان وَ قد تقربتُ إليه بودية
فكيف لي أن أمنح جل الفصول هواءً و ماء
أنا عاصمة الإبتداع فلسفية المهد إمبريقية
وَ سأبقى إلى أن يشاء الرب إنتزاعي من كبد النقاء
علِمتُ بأنني أنثى التفرد دون غطرسة ونرجسية
هكذا تبلورتُ حينما نبذني الوقت و غيض الأحباء
عرفاناً مني لأيام قد جمعتنا بمحبة أفلاطونية
سأذكرك أيها الآذار حتى أغادر دنيا الزيف والشقاء
فكن كما أنت ولا تمتعض من رسائلي بعدائية
إحتضنها كما أحتضن نسائمك كل مساء ..
© 2024 - موقع الشعر