مرايا الشوق

لـ حاتم قاسم، ، بواسطة غادة العلوي، في غير مُحدد

مرايا الشوق - حاتم قاسم

يطير الشوق أجنحتي مرايا
وحرُّ الشوق أنجمها مرادي

أروني الشمس أسألها المنايا
طريق المجد تعرفه جيادي

فلا تخبو الضلالة ُفي عيوني
و سهمك مورق الأجفان غادي

فكم سرنا على جمر مسجى
وشبَّ الجمر من عين الرماد

وإن حملوا جراحي في أكفٍ
حملت جراحهم فوق الأيادي

وهذي الريح من عينيك تسري
فأنت العزم في كف الرشاد

قوافينا تراقصها غيومي
و أنت البرق ينضح من وهاد

فلا نبع يروّي شوق دم
أنا العطشان من يروي فؤادي ؟

سل الأيام ذاكرة ً تندت
تقاسي الهم في كف المزاد

ربيع العين ما انفكت رؤاها
يفوح المسك في يوم الحصاد

و ها ذكراك أشربها بمر
فكيف العيد مزق كل غاد

أعيد الصبر توسعه همومي
ويغشى الهم يغرق في امتداد

فأي اللحن تنشده الروابي
ولحنك أدمع ٌ فيه اتقادي

تذوب النفس في حب توارى
وطيب العود من مسك الأيادي

أقيد الهم تسحقه جفوني
وفجر الشوق ينبوع السهاد

أعن جرحي تمر النفس صبراً
فما صبري على جرح البعاد

طليق الخطو تنثرها عظامي
و نسر الأرض تعرفه وهادي

يفيض البيدر المشتاق حباً
شربنا الحب من عين الصوادي

فكم كحل تعثر في عيوني
وكحل العين مرودها بلادي

عجاج الدرب يُكسى من لهيب
هطول الجمر في ساح الأعادي

خيول الفجر تكفلها عيوني
محجلة ًعليها العطر بادي

وشوك الأرض تقلعه أكفي
يهون الجرح في عين الجواد

يشق لهاثنا أرض تسامت
بها الأمجاد من شيم المبادي

ولون الحرف من هام الثريا
ثراك الروض في يوم التنادي

حماة القلب إن هبوا نشامى
و ينبوا القمح من وقع الجراد

و إن ضاقت فللكون اتساع
شواسع لحننا في كل وادي

و إن عبرت فللدنيا هدير
كأن الصبح يرفل في الشداد

بشوق الأرض إن سرت وسرنا
تموج الروح في لحن ارتدادي

فكم نامت على جمر المنايا
ليوقظ جرحها نزف الضماد

وإن هبت خيول الفجر تألو
لحوض الماء موردها جيادي

© 2024 - موقع الشعر