مرثية الملك فهد - الحميدي الحربي

وين القصيد اللي بحجم المصيبه
تقنع به أصحاب المدارك والالباب

وينقل عن الخفّاق بعض الذي به
من لوعةٍ لو هي بصم الصفا ذاب

الخطب ليلٍ طمّ.. وين أبتدي به
كيف آصف شعورالقرابه والاجناب

الموت حالٍ كلنا ننتهي به
مقدّره ربي بتوقيت وأسباب

مير الذي خّلا القصايد صعيبه
كبر الغلا للي عن أنظارنا غاب

مات الفهد.. يا خالقه يا حسيبه
يسِّر له حسابٍ.. ويمِّن له كتاب

يوم إن كلٍّ تظهر الصحف غيبه
والحشر يفضح مشهده كل مرتاب

عسى بهاك اليوم عفوك نصيبه
بينه وبين النار غفرانك حجاب

حيثه خدم باخلاص مكه وطيبه
وبحماه كل المملكه فالها طاب

ولا رضي للأمتين بغليبه
فتح لعزتها بمجهوده أبواب

فهد العرب.. ما خاب من ينتخي به
ظله ظليل.. وظن راجيه ما خاب

له بالسنين الماضيه والقريبه
مواقفٍ تحسب على غيره صعاب

يزيد بالشدّه جلالٍ وهيبه
وليا تنهّض يندحر كل حرّاب

هو يلتجي بك.. والعرب تلتجي به
ليا طالت العلّه.. وضاعنّ الأطباب

يالله عن عدله وطيبه تثيبه
إكفه عذاب القبر يا رب الأرباب

عسى ملايكه الرضا تحتفي به
بأمرك ومن جنّتك له ينفتح باب

وأسألك يا متفرّد بعلم غيبه
تجلى بعز حضورنا حزن غيّاب

عسى الخلف نهج السلف يهتدي به
ويدوم عز الدار في ظل الأقطاب

أقطاب عدلٍ مجدهم نعتزي به
عيال أبو تركي عريبين الأنساب

ويعيش من صادق ولانا حظي به
وعبّر عن شعوره لنا باول خطاب

مشاعره ما هي علينا غريبه
شيخٍ شهر بالطيب من يوم هوشاب

عبدالله اللي كلنا نقتدي به
للشرّ منّاعٍ.. وللخير جلاّب

تشهد صعيبات المواقف بطيبه
من كثرها ما احصي لها عد وحساب

وولي عهده بالعزوم الصليبه
شال الامانه ما تردد ولا هاب

ثاقب نظر.. وبعيد عن كل ريبه
يرقا لنيل الطايله كل مرقاب

عن جود أبو خالد والأريا المصيبه
والحكمه اللي فيه تحمد.. وتنهاب

لو أتحدّث يالعقول اللبيبه
أحتاج كتبٍ ما تحدَّد وكتّاب

حبلي مدي والقاف قرَّب مشيبه
عن باقي علومٍ تطول بها الارقاب

صدى فعول أهل الفعول العجيبه
صفوة ملوك العُرب وافين الاحساب

لكن عنوان الخطاب اكتفي به
القاف شاب.. وجزل معناي ما شاب

© 2024 - موقع الشعر