رِسالَتُـكَ بَيْنَ يـَدَيْ - همسة عنا

نعَمْ هاهِيَ رِسالَتُكَ بَيْنَ يَدَيْ أَتَصَفَّحُها ...
 
أَقْرَأُ حُروفَها ...
 
أَتَأَمَّلُ .. رَسْمُ كَلِماتِها ...
 
وَكَأَنَّ لَمْ يَسْبِقَ لَها ، أَنْ تَكونَ لِنَظَري عابِرَهْ ...
 
أَهيمُ بِماضي عَنيدْ ، مَعَ عِباراتِها ...
 
المَنْسوجَهْ بِنَبْضُ مَشاعِرٌ .. ثائِرَهْ ...
 
مَشاعِرٌ .. كانَتْ بِجَوْفِكَ راكِدَهْ ...
 
بَيْنَما كانَتْ بِأَحْشائِي .. شاعِلَةٌ وَحائِرَهْ ...
 
***
 
نَعَمْ يَاوَهَمْ ، جَنَى عَلَى رُوحٌ كانَتْ تائِبَهْ ...
 
نَعَمْ كَمْ انْتَظَرْتُ نِقاطاً ، تَنْثُرَها عَلَى أَحْرُفي التَّائِهَهْ ...
 
نَعَمْ تائِهَهْ ، بَيْنَ الحَقيقَةُ ، وَبَيْنَ أَحْلامي اليائِسَهْ ...
 
وَمِنْ صَمْتُكَ ، كَمْ كُنْتُ مَرْعوبَةٌ وَبائِسَهْ ...
 
***
 
... نَعَمْ ناجَيْتُكَ حينَ ذاكْ ...
 
وَصَرَخَتْ الأَحاسيسُ ، تُناديكَ باكِيَهْ ...
 
وَالمَشاعِرُ بِكَ حينَ ذاكْ ، بارِدَهْ وَهارِبَهْ ...
 
فَكَمْ كَفْكَفْتُ مِنَ الدُّموعِ ، مِنْ عَلَى وَجْنَتي خائِفَهْ ...
 
خائِفَهْ أَنْ يَنْطَفِئُ لَهيبٌ أَشْعَلْتَهُ .. بِِهَمَساتُكَ الدّافِئَهْ ...
 
الّتي أَيْقَظَتْ الأَمَلْ .. بِِروحٍ كانَتْ شِبْهُ هاوِيَهْ ...
 
وَأَرْعَشَتَ كَيانٌ ، قَدْ أَثْمَلَتْهُ جُروحٌ ماضِيَهْ ...
 
فََحَرَّكْتَ بِهِ دِماءٌ ، كانَتْ بِعُروقِهِ خاثِرَهْ ...
 
وَتَمَكَّنَتْ مِنْ أَوْرِدَةُ قَلْبٌ خَفَقاتُهُ كانَتْ مُهاجِرَهْ ...
 
وَرَوَتْ عِظامَ جَسدٌ ، كانَ يَحْمِلُها شِبْهُ عارِيَهْ ...
 
بِهَمْسٌ عَذْبْ حالِمْ ، مِنْ مَشاعِرٌ ضالَّهْ غائِبَهْ ...
 
حَنونَهْ جائِرَهْ ، مَزْعومَهْ وَجائِعَهْ ...
 
لِمَنْ رِسالَتُكَ لِمَنْ .. !! لِمَنْ شَكْواها غادِيَهْ ...
 
***
 
يَا مَنْ بالنُّصْحُ غَوَانِي ، وَجَعَلَ العَيْنَ تَرَى الظَّلامْ نُورْ ...
 
يَا مَنْ بَعَثَ الأَمَلُ فِي كَيانِي ، المَهْجورْ ...
 
يَا مَنْ أَكَّدَ لِي أَنَّ عَلَى الأَرْضِ رِياضٌ ، وَبِها زُهورْ ...
 
يَا مَنْ أَثْبَتَ لِي وُجودَ الحُبْ ، وَكَيْفَ تَتَبادَلَهُ الطُّيورْ ...
 
يَا مَنْ قَتَلَ يَأْسي بِكَلِماتُ ساحِرْ ، وَأَيْقَظَ نَبْضُ الشُّعورْ ...
 
يَا مَنْ كانَ يَطْرِبْهُ أَنِينِي ، وَمِنَ العِتابِ يَضْجَرُ وَيَثورْ ...
 
يَا مَنْ كانَ حُضورَهُ ساعاتْ ، وَغِيابَهُ أَيّامْ وَشُهورْ ...
 
يَا مَنْ ظَنَّ بِنُضْجي بَعيدٌ ، وَعَطائِي لَنْ يُطْعِمُ عُصْفورْ ...
 
يَا جَانِي وَيا عَابِثْ بِمَظْلومْ ، يَا مَنْهوبٌ يا مَغْرورْ ...
 
لِمَنْ رِسالَتُكَ لِمَنْ .. !! وَلِمَنْ تُزَخْرِفُ السُّطورْ ...
 
***
 
... رِسالَتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ...
 
وَمَا بِها .. يُبْهِرُ بَصَرُالعُيونْ ...
 
تَحْمِلُ أَحاسيسْ ، قَلْبٌ الحُبُّ سَكَنَهُ بِجُنونْ ...
 
يُنادِي فُؤادٌ ، كادَ أَنْ يَكونَ لَهُ .. أَسيرٌ وَمَسْجونْ ...
 
وَتَناسَى كَيْفَ .. كانَ الإِهْمالُ وَالإِسْتِهْتارُ ، لَهُ يُمَزِّقونْ ...
 
كَمْ كانَ يُخَبِّئَ لَهُ دِفْءٌ غَني ، بِعالَمِهِ لَمْ يَمُرَّ وَلَنْ يَكونْ ...
 
فَقَدْ كانَ وَكانْ .. وَلكِنْ مُسْتَحيلْ الآنْ ، يَكونْ حَيْثُ تَكونْ ...
 
فاتَ الأَوانْ يَامَجْنونْ .. وَاليَوْمَ هُوَ بِحُضْنُ كريمٌ هَائِمٌ مَفْتونْ ...
 
كَريمٌ رَوَى حِرْمانَهُ ، وَشَفَى أَنِينَهُ .. وَمَعَهُ وَدَّعَ الشُّجونْ ...
 
شُجونٌ باتَتْ مِنْ جَانِي ... !
 
يَجْهَلُ الحُبَّ .. وَلاَ يَفْقَهُ بِقِراءَةُ العُيونْ ...
 
... مَجْنونْ مَجْنونْ ...
 
أَيْنَ عَنْكَ أَهْلُ الهَوَى وَأَيْنَ مِنْكَ مَنْ هُمْ لِلْعِشْقِ يَزْعَمونْ ...
 
فَاليَوْمْ أَجْني أَنْتَ حَصادْ .. اللَّهْو وَالفُنونْ ...
 
وَدَعْني أَهْنَأْ بِفَوْزٌ .. يَجْنيهِ الصَّابْرونْ ...
 
*** فَلاَ وَالله ***
 
لَنْ يَسْتَجيبَ لَكَ فُؤاَدِي ، وَلَنْ يَكونَ حَنونْ ...
 
*** أَسْأَلُكَ بِالله ***
 
لِمَنْ يَكونَ الوَفاءْ لِمَنْ يَكونْ ... ؟
© 2024 - موقع الشعر