هَذا هُوَ حَبيبـي ... - همسة عنا

مَنْ هُناكَ يَسْأَلْ ... ؟
 
هَلْ تُريدُ فِعْلاً أَنْ تَعْلَمَ مَنْ هُوَ حَبيبي ... ؟
 
... هَذا هُوَ حَبيبي ...
 
فَإِنَّ مالَهُ .. لاَ يَسْتَطيعُ نَثْرَهُ أَبْرَعُ الأقلامْ ...
 
في هَذا الزَّمانْ ...
 
وَلَنْ يُجيدَ ، أَمْهَرُ رَسّامٍ ...
 
أَنْ يَرْسُمَ لَهُ ، لََوْحَةٌ بِإِتْقانْ ...
 
وَلا خَيالَهُ يُدْرِكَ ، كَيْفَ بِهِ ... ؟
 
أََنْدَمَجَةْ بِانْسِجامٍ ، جَميعُ الأََلْْوانْ ...
 
وَلاَ أََرْوَعُ شاعِرٌ يَهيمُ بِوَصْفَهُ ...
 
كَيْفَ يَسْري في دِماءِ العُروقِ وَالشِّرْيانْ ...
 
وَلا أَعْظَمُ مُوسيقارْ ، يَعْزِفُ لَحْنُ مُناجاتي ...
 
لَهُ في عَتْمَتِ الظَّلامْ ...
 
وَمَهْما غَرَّدَتْ طُيورَ الكَوْنْ ...
 
فَلَنْ تُبْدِعَ بِما يَمْلُكُ مِنْ أَنْغامْ ...
 
فَهَمْسَهُ السّاحِرُ ، يَخْطُفَني إلى عالَمُ الأَحْلامْ ...
 
***
 
وَلا الشَّمْسُ تَسْتَطيعُ ...
 
أَنْ تُنافِسَ دِفْءُ أَنْفاسِهِ ، الحَنونَ الجَبّارْ ...
 
التي تَأْتي مِنْ هُناكَ هُناكَ ، مِنْ خَلْفَ البِحارْ ...
 
فَهُوَ الذي عَلَّمَني ، كَيْفَ يَرْتَوي الظَّمْآنْ ... ؟
 
مِنَ مِياهُ الأَنْهارْ ...
 
وَعَلَّمَني ، أَنَّ في الأَحْضانِ نَشْوَةُ ...
 
تُداعِبْ السُّحوبَ ، فَتَهْطِلُ الأَمْطارْ ...
 
وَمَنْ عَلَّمَني ، بِأَنَّ لِلْنَّجْمِ مَكاناً ...
 
وَبِنورِ القَمَرِ تُكْتَبُ الأَشْعارْ ...
 
***
 
وَهُوَ مَنْ يَبْعَثُ لي القِصَصُ لأََلْْهو عَنِ الأَوْهامْ ...
 
وَ بِيَدِهِ يُداعِبُ خِصَلَ شَعْري بِالخَيالْ ...
 
إِلى أَنْ يَرْتَخي هَدَبُ العَيْنِ وَأَنامْ ...
 
فَهُوَ فَقَطْ ، الذي أَصْبَحَ يَمُرَّني في أَجْمَلِ الأَحْلامْ ...
 
***
 
وَهُوَ مَنْ أَتَمَنّاهُ ، أَنْ يَكونَ لي وَحْدي ، بِحَلالٌ وهِيامْ ...
 
وَقالَ لي .. بِالصَّبرِ ، كُلَّ شَيْءٍ أَنالْ ...
 
وَأَهْداني .. الوَرْدَةُ الحَمْراءُ مِنْ بُعْدِ أَمْيالْ ...
 
***
 
فَهْوَ مَنْ وَصَفَني بِالوَرْدَةُ البَيْضاءُ ...
 
التي تَتَباها بِها الجِنانْ ...
 
وَأَرْخَصَ لِي حَجَرُ أَلْماسْ وَالياقوتْ ...
 
وَمِنَ البِحارْ ، اللُّؤْلُؤِ وَالمُرْجانْ ...
 
فَهْوَ بَعيدٌ عَنّي وَقَريبٌ مِنّي ...
 
وَيَتْبَعَني فِي كُلِّ زَمنٍ وَمَكانْ ...
 
وَبِصِفاتِهُ يُماري ، صِفاتُ .. الرِّجالِ الفُرْسانْ ...
 
***
 
... هَذا هُوَ حَبيبي ...
 
وَلَكِنْ هُوَ ... !
 
مَنْ كَذَّبَ هَمْسُ حُبّي ... !!!
 
وَاسْتَهْتَرَ بِما يُخْلَجُ في الوِجْدانْ ...
 
وَهُوَ مَنْ مَزَّقَ خِطابي ... !!!
 
الَّذي يَحْمِلُ بِحُروفِهِ صُورَةُ الحُبَّ بُرْكانْ ...
 
وَهُوَ مَنْ يُثيرَ غيرَتي بِإِهْمالْ ... !!!
 
وَيَجْعلُ ما بَيْنَ ضُلوعي يَشْعِلُ نيرانْ ...
 
وَهُوَ مَنْ وَضَعَ حُدوداً ، أَقِفُ عِنْدَها ... !!!
 
وَأَعْشَقُ عَذابُ الحِرْمانْ ...
 
وَهُوَ مَنْ يَأْمُرْ أَيّامي ، كَيْفَ وَمَتى ... !!!
 
يَزورَني بِرِفْقَتِهِ الحَنانْ ...
 
وَهُوَ مَنْ يَرْفُضُ حُرّيَتي ... !!!
 
وَيَروقَ لَهُ أَنْ يَكُونَ لِي سَجّانْ ...
 
***
 
... فَهَذِهِ قِصَّةُ حُبّي ...
 
أََبوحَها لِمَنْ أََرادَ أَنْ يُأَلِّفَ مِنْها كِتابْ ...
 
فَهَذا هُوَ حَبيبي ، مَهْما لِي ظَلَمْ ، وَعَنْ عَيْني غابْ ...
 
وَها أََنا أَسيرةُ ذَلِكَ الجُنونْ ، وَأَسيرةُ العَذابْ ...
 
فَالقَلْبُ لاَ يَسْلى يَوماً مَعَهُ قَدْ طابْ ...
 
وَها هُوَ بِالأنينِ قَدْ ذابْ ...
© 2024 - موقع الشعر