هَلْ تَسْمَعُني وَأَنْتَ بَعيد - همسة عنا

وَأَنا ... أُناجيكَ بِالحُبِّ وَالشَّوْقِ وَدِفْئُ الحَنينْ ...
 
وَأَعْتِبُ عَليكَ بِأَنينِ ، لِما أَنْتَ عَنْ عَيْني بَعيدْ ...
 
وَتارَّةً أَبْتَسِمُ عِنْدَما اَذكُرَ حَديثٌ دارَ بَيْنَنا ...
 
وَكُنْتَ بِهِ تُلاطِفُني بِكَلِماتِ الحُبِّ ، وَالحلمُ ذاكَ البَعيدْ...
 
وَتارَّةً أَسْكُبَ دَمْعي بِخَوفٍ شَديدْ ...
 
بِأَنْ يُضِلُّكَ هَذا البُعْدْ ، وَيَسْلُبُكَ الطَّريقْ ...
 
*****
 
لا حَبيبي ...
 
فَإنَّ قَلبي وَروحي لن تُطارد دُخانْ ... !
 
بَلْ تُناجي روحَ وَقَلبَ وَمَشاعِرُ إِنْسانْ ...
 
كَوني افتَقِدُكَ وابحَثُ عَنكَ في كُلَّ الكَون وَفي كُلِّ مَكانْ ...
 
*****
 
هَلْ تَسْمَعُني وَأَنْتَ بَعيدْ ...
 
وِمِنَ الرّوحِ أَنْتَ قَريبْ ، وَتَسْكُنُ قَلْبي أَكيدْ ...
 
آه .. كَمْ هُوَ الفُؤادُ بِحُبِّكَ أسيرٌ وَعَنيدْ ...
 
وَيَجْعَلُ الشِّفاه تَهْمُسَ لَكَ بِكَلِماتٌ غَريبَهْ ...
 
وَهِيَ عَلى لِساني فِعْلاً جَديدَهْ ...
 
نَعَمْ أَهْمِسُ لَكَ بِصَوتٍ دافِءْ ...
 
وَمِنْ ثَمََّ يَرْتَفِعُ وَهُوَ يُكَرِّرْ وَيُكَرِّرْ ...
 
إِلى أَنْ تَخَْتَفي نَبَراتُ صَوْتي ... أُحِبُّكْ .
 
*****
 
هَلْ تَعْلَمْ لَنْ أَتوهَ عَنْكَ وَأَنْتَ بَعيدْ ...
 
وَلَنْ يَصْعُبَ عَلى روحي بِأَنْ يَكونَ لَها إِلَيْكَ الدَّليلْ ...
 
فَإِنَّ الرّوحْ ، تَبْحَثُ عَنْكَ في كُلَّ الكَوْنْ أكِيدْ ...
 
وَتَسْأَلُ الكَواكِبَ التي عَلَيْها تَسيرْ ...
 
فَهِيَ تَسْأَلُ الشَّمْسْ ... ؟
 
هَلْ حينَ أَشْرَقَتْ صافِحَ شُعاعَها أَمَلُ الحَبيبْ ...
 
وَهَلْ أَوْفَتْ بِالوَعْدِ ذاكْ ... ؟
 
وَأَحْرَقَتْ كُلَّ مَنْ دَنى مِنْكَ وَأَنْتَ عَنّي بَعيدْ ...
 
وَتَسْأَلُ عَنْكَ القَمَرْ ... ؟
 
هَلْ أَضاءَ بِنورِهِ عَلَيْكَ لِتُسامِرُ خَيالي وَأَنْتَ وَحيدْ ...
 
وَهَلْ أَوْفى بِالوَعْدِ ذاكَ ... ؟
 
أَنْ يُدَفِّءَ نَبْضُكَ لِتَنْثُرَ لي أَنا أَبْياتَ القَصيدْ ...
 
وَتَسْأَلُ النَّجْمْ هَلْ لَدَيْهِ مِنْ جَديدْ ... ؟
 
مِنْ أَجْلِ أَنْ تَبْقى لِحُبّي أَنا فَقَطْ وَحيدْ ...
 
*****
 
أَسْأَلُكَ ... ؟ ؟ ؟
 
هَلْ تَحَسَّسْتَ هَمْسِيَ المُرْسَلْ ... ؟
 
أَمْ أَتاكَ صَداهُ مِنْ هُنا بِنارُ الحُبِّ مُحْمَلْ ...
 
وَبِِقَطَراتُ ماءُ العَيْنِ ، مِنْ حُرْقَةِ المَوْعِدُ المُؤَجَّلْ ...
 
الذي مِنْ شِدَّةُ مُلوحَتِهِ يَتَأَلَّمُ ، وَمِنْ غَزارَتِهِ يَتَمَلَّلْ ...
 
وَعِنْوانَهُ إِسْمُكَ ، وَسَلامةُ بَسْمَةٌ حَزينَةٌ تَتَأَمَّلْ ...
 
*****
 
لِيَقولَ لَكَ أَنْتَ حَبيبي فَقَطْ ، وَبِبُعْدِكَ بَردٌ وَصَقيعْ...
 
وَبِدونَكَ أَنا كَالوَرْدَةِ ، في أَواخِرَ فَصْلُ الرَّبيعْ ...
 
وَالشَّوْقُ أَسَرَ الجَسَدُ وَحَواسُّهُ ، بِشَكْلٍ فَظيعْ ...
 
وَيَقولُ لََكَ إِيَّاكَ ثُم إيَّاكَ ، أَنْ يَموتَ الحُبَّ وَيَضيعْ ...
 
*****
 
لاَ .. لاَ يَضيعْ ...
 
ذاكَ الحَنينُ الذي يُبْدِعُ وَيُبْرِعُ في الوِجْدانْ ...
 
وَكَأَنَّهُ يَتَلَذَّذُ بِنشوةُ الهيامْ .. وَيُداعِبُ الشِّرْيانْ ...
 
وَيَلْعَبُ بِالأَوْرِدَةُ كَالخيطانْ ...
 
وَتارَّةً يُخَمِّدُ الدِّماءُ في العُروقِ وَتارَّةً يُدَفِّقُ حَرارَةُ نيرانْ ...
 
*****
 
... حَبيبي أَرْفُضُ أَنْ يَأْتي بِكَ تَأْنيبِ الحَنانْ ...
 
*****
 
فَقَطْ أََبْعَثْ عِتابي لِقَلْبِكْ ...
 
لِماذا يامَنْ عَلَّمَني الحُبْ ... ؟
 
كَيْفَ يَخْفُقُ بِالقَلْبِ وَيُناجي مِثْلَهُ إِنْسانْ ...
 
لِماذا عَلَّمْتَني كَيْفَ يَخْلُجُ في الجَوْفِ وَيَنْبُضُ الحَنانْ ... ؟
 
وَبِدونِهِ لَيْسَ لِوُجودي أَيُّ إِثْباتْ ، بِأَنَّني إِنْسانْ ...
 
وَبِهِ أُطارِدُ الأَحْلامُ وَأَرْسُمُ أَجْمَلُ لَوْحاتُ الآمالْ ...
 
*****
 
... حَبيبي أَرْفُضُ أَنْ يَأْتي بِكَ تَأْنيبِ ضَميرِ إِنْسانْ ...
 
*****
 
أُريدُكَ أَنْ تَعْلَمَ فَقَطْ ...
 
بِدونِكَ بَسَماتُ شِفاتي لَيْسَ لَها مَكانْ ...
 
وَأَنَّ حَديثُكَ وَمَرَحَكْ وَمازالَ يَتَرَدَّدُ في أُذُني بِدونَ إِسْتِئْذانْ ...
 
وَلَيْسَ لَهُ وَقْتٌ وَلَيْسَ لَهُ زَمانْ ...
 
فَهَمْسُكَ وَغَزَلِكْ يَخْطُفُني لأُماري الحورَ في الجِنانْ ...
 
*****
 
... حَبيبي أَرْفُضُ أَنْ تَأْتي لِتَختَبرَ سِحْرُ مَهارَتِكَ بِالكَلامْ ...
 
*****
 
فَإِنَّ فُؤادي يَعي تَماماً نَبْضهُ ، لِما كُلَّ ذاكَ الخَفق كانْ ...
 
فَأَنا وَدَمْعي ...
 
عِنْدَما تَحْضُرَني تِلْكَ الأَحاسيسُ وَالمَشاعِرْ ...
 
وَأَرى أَنَّني وَحيدةٌ بِدونِكْ ...
 
وَأُنادي ، وَأُناجي ، وَأُعاتِبْ ، وَأََشْتاقْ وَأََبْتَسِمْ ، وَأَنْتَ هُناكْ لاَ تُجيبْ ...
 
فَأَبْكي وَأَبْكي وَأَسْأَلُ نَفْسي هَلْ سَيوفي بِالوَعْدْ ... ؟
 
وَأَسْالُ الرّوحَ أَصْدِقيني .. هَلْ سَيأتي ويَعُودْ ... ؟
 
*****
 
وَأَمْسَحُ دَمْعي لِكَيْ أُواجِهَ نَفْسي ، لما البُعدْ ... ؟
 
هَلْ كَوْني أُطالِبُ بِحُقوقي .. عَنّي أَبْتَعَدْ ... ؟
 
*****
 
هَلْ دَلالي سَبَّبَ لَهُ الضَّجَرْ... ؟
 
هَلْ غِيرَتي سَبَّبَتْ لَهُ الكَدَرْ ... ؟
 
****
 
هَلْ شَوْقي سَبَّبَ لَهُ المَلَلْ ... ؟
 
هَلْ عَطائي سَبَّبَ لَهُ الخَجَلْ ... ؟
 
أَمْ جُنونَ حُبّي سَبَّبَ لِقُواهُ الأَلَمْ ... ؟
 
وَتارَّةً أَبْكي وَأَبْكي ، مِنْ كَثْرَةُ الوَجَلْ ...
 
***
 
... رَغْمَ هَذا ..
 
أَنا أَنْتَظِرُكْ .. بِقُوَّةِ عَزيمَةُ مِنْ الأَمَلْ ...
 
نَعَمْ أُريدُكَ أَنْ تَعودْ ...
 
**
 
وَلكِنْ بِكُلِّ مَعاني الحُبْ ...
 
وَبِكُلِّ أَلْوانِ العِشْقْ ...
 
وَبِكُلِّ حُروفِ الصِّدْقْ ...
 
وَبِكُلِّ لَهيبِ الشَّوْقْ ...
 
وَبِكُلِّ وَفاءٌ لِلْعَهْدِ ...
 
**
 
وَإِنْ فَقَدْتَ شَيْءٌ مِنْهُمْ ، فَلاَ لاَ لاَ .. لاَ تَعودْ
 
فَالسَّلْوى وَالمَوْتْ ...
 
إِذاً نَخْتُمْ بِها ...
 
آخِرُ الطَّريقْ .
© 2024 - موقع الشعر