ألا كـل ماشيـة الخيزلـى - أبو الطيب المتنبي

ألا كل ماشية الخيزلى "
" فدا كل ماشية الهيدبى

وكل نجاة بجاوية "
" خنوف وما بي حسن المشى

ولكنهن حبال الحياة "
" وكيد العداة وميط الأذى

ضربت بها التيه ضرب القما "
" ر إما لهذا وإما لذا

إذا فزعت قدمتها الجياد "
" وبيض السيوف وسمر القنا

فمرت بنخل وفي ركبها "
" عن العالمين وعنه غنى

وأمست تخيرنا بالنقا "
" ب وادي المياه ووادي القرى

وقلنا لها أين أرض العراق "
" فقالت ونحن بتربان ها

وهبت بحسمى هبوب الدبو "
" ر مستقبلات مهب الصبا

روامي الكفاف وكبد الوهاد "
" وجار البويرة وادي الغضى

وجابت بسيطة جوب الردا "
" ء بين النعام وبين المها

إلى عقدة الجوف حتى شفت "
" بماء الجراوي بعض الصدى

ولاح لها صور والصباح "
" ولاح الشغور لها والضحى

ومسى الجميعي دئداؤها "
" وغادى الأضارع ثم الدنا

فيا لك ليلا على أعكش "
" أحم البلاد خفي الصوى

وردنا الرهيمة في جوزه "
" وباقيه أكثر مما مضى

فلما أنخنا ركزنا الرما "
" ح فوق مكارمنا والعلا

وبتنا نقبل أسيافنا "
" ونمسحها من دماء العدا

لتعلم مصر ومن بالعراق "
" ومن بالعواصم أني الفتى

وأني وفيت وأني أبيت "
" وأني عتوت على من عتا

وما كل من قال قولا وفى "
" ولا كل من سيم خسفا أبى

ولا بد للقلب من آلة "
" ورأي يصدع صم الصفا

ومن يك قلب كقلبي له "
" يشق إلى العز قلب التوى

وكل طريق أتاه الفتى "
" على قدر الرجل فيه الخطا

ونام الخويدم عن ليلنا "
" وقد نام قبل عمى لا كرى

وكان على قربنا بيننا "
" مهامه من جهله والعمى

لقد كنت أحسب قبل الخصي "
" أن الرؤوس مقر النهى

فلما نظرت إلى عقله "
" رأيت النهى كلها في الخصى

وماذا بمصر من المضحكات "
" ولكنه ضحك كالبكا

بها نبطي من اهل السواد "
" يدرس أنساب أهل العلا

وأسود مشفره نصفه "
" يقال له أنت بدر الدجى

وشعر مدحت به الكركدن "
" بين القريض وبين الرقى

فما كان ذلك مدحا له "
" ولكنه كان هجو الورى

وقد ضل قوم بأصنامهم "
" فأما بزق رياح فلا

وتلك صموت وذا ناطق "
" إذا حركوه فسا أو هذى

ومن جهلت نفسه قدره "
" رأى غيره منه ما لا يرى

© 2024 - موقع الشعر