وليلة بتنا بالغريين ضافنا - الفرزدق

وَلَيْلَةَ بِتْنَا بِالغَريَّينِ ضَافَنَا
على الزّادِ مَمشوقُ الذّرَاعينِ أطلسُ

تَلَمّسَنَا حَتى أتَانَا، وَلَمْ يَزَلْ
لَدُنْ فَطَمَتْهُ أُمُّهُ يَتَلَمّسُ

ولَوْ أنّهُ إذْ جَاءَنا كانَ دانِياً
لألْبَسْتُهُ لَوْ أنّهُ كانَ يَلْبَسُ

وَلَكِنْ تَنَحّى جَنْبَةً، بَعدَما دنا
فكانَ كَقيدِ الرّمْحِ بَلْ هَو أنْفَسُ

فَقاسَمْتُهُ نِصْفَينِ بَيْني وَبَيْنَهُ
بَقِيّةَ زَادِي وَالرّكَايبُ نُعَّسُ

وكانَ ابنُ ليلى إذ قرَى الذّئْبَ زَادَهُ
عَلى طارِقِ الظّلْماءِ لا يَتَعَبّسُ

© 2024 - موقع الشعر