ربما الذاكرة - فتحي الزنادي

على وريد المنى أمشي وأعثرُ بي
حتى نزفتُ على أوجاعهِ صخبي

أبيتُ والقلقُ المأفونُ يسفعني
ويولدُ الفجرُ موتوراً على نصبي

فكم تغارُ من الأسرارِ ذاكرتي
وكم تصيَّرني للذكريات صبي

ألهو وللسأمِ آهاتٌ وأوردةٌ
وما تزالُ بكفي تنتشي لُعبي

أُصغي – ولليلِ ألحانٌ تهدهدني –
إلى أهازيج نفسٍ شفها عتبي

وأنزوي بين أحلامٍ مشردةٍ
تطغى عليَّ بيأسٍ لزّهُ طربي

إلى متى هذه الأوتارُ تعزفني
لحناً من الموت في قيثارة الأدب

أشقى ويحملني للنار قلبُ فتىً
قصائداً – من دمٍ- محمومةَ اللهب

واغسل الوترَ المبحوحَ في شفتي
ضنىً،واعزفهُ شجواً على قصبي

فهل ستبقى لي الدنيا إذا غرقتْ
أياميَ البيضُ أمواجاً من الكرب

وما أنا – يا حروفاً ظلْتُ أعزلُها
مواجعاً – غير(موالٍ) من العصبِ

* * *
أيا عيوناً من الأحلامِ تُسكرني

وجداً، وتملأُ كاساتي من الوصبِ
ألم يأن لظلامٍ بات يسكنني

أن ينجلي بعيونِ الصبحِ عن هُذُبي
سئمتُ – من قسوةِ الأيام كلَّ منىً

ورحتُ أزرعُ عمري لعنةَ الحقب
يتيه بي العمرُ آمالاً ممزقةً

على ترانيمِ نبضٍ نثَّهُ تعبي
ولي مع السَّمَرِ الوسنانِ منتجعٌ

-في كلِّ ومضةِ ضوءٍ- غارقُ السبب
أجوبُهُ وحنايا الشوقِ تندبني

عسفاً وتهتفُ في أُذنيَّ بالنوَّب
وما أزالُ أغني نخبَ ذاكرتي

حتى أكلتُ على أوجاعها سغبي
أشدو فتثملُ بالتهمامِ حنجرتي

بعداً ، وتغرقُ في اصدائها سحبي
على طريقين أمشي - والحياة سدىً-

دربٍ من الشكِّ، أو دربٍ من الرِّيب
وللدروبِ ظلالٌ بتُ أُشبعُها

ظنَّاً، ويخصفُها العريانُ من عقبي
وللزغاريد دفئ كنتُ أحسبُهُ

دفئاً يدثِّرُ- في تحنانِهِ – زغبي
وجدتُهُ مهجةً غرثى ، وأحسبني

أني وجدتُ على ألحاظِها غضبي!!
© 2024 - موقع الشعر