أمثولة الكائنات - احمد مطر

يَلتقِطُ البُلبلُ قُوتَ يَومِهِ
 
لكنَّهُ فوقَ الذُّرا يَشدو .
 
وَهْوَ إذا راحتْ فِخاخُ الصَّيدِ تَمتدُّ
 
واستكلبَ الصَّيدُ
 
مَدَّ الجناحين إلى
 
حُريَّةٍ واسعةٍ ليسَ لَها حَدُّ .
 
وتَثقُلُ الغَيمةُ مِن تخمِتها
 
لكنّها فوقَ الذُّرا تعدو
 
وَهْيَ إذا صارت عَلَيْها الرِّيحُ تَشتَدُّ
 
واستكلبَ البَرْدُ
 
تَحرّكتْ في قلبها صاعِقَةٌ
 
وَضَجَّ في شفاهِها الرَّعدُ .
 
والوَردُ يَحسو قُوتَهُ تحتَ الثّرى
 
لكنَّهُ فوقَ الذُّرا وَردُ
 
وَهْوَ إذا صارَ عليهِ النّحْلُ يَنْهَدُّ
 
واستكلبَ الحَصْدُ
 
لَمْ يَخْشَ أن يُطلِقَ صوتَ عِطرهِ
 
ولو جرى مِن دُونهِ الشَّهْدُ .
 
وأنتَ يا ابنَ موطني
 
لولا خَيالُ مَعْدَةٍ
 
تكادُ لا تبدو !
 
لا يُوجَدُ النَّقْدُ على كَفِّكَ
 
إِن لم يَنعَدِمْ في ثَغركِ النَّقدُ.
 
ثَغرُك يا ابنَ موطني
 
ما هُوَ إلاّ ثَغَرةُ
 
بالخُبز تَنْسَدُّ !
 
والخُبزُ هذا خُبُزكَ المسْروقُ
 
والواهِبُ هذا.. سارقُ وَغْدُ
 
مِنْهُ عَلَيكَ الذُّل والجَلْدُ
 
وَمِنكَ فيهِ الشُّكرُ والحَمْدُ !
 
***
 
العَبْدُ ليسَ مَن طوى
 
قَبضَتَهُ القَيدُ
 
بَل هُوَ يا ابْنَ موطني
 
مَنِ يَدُهُ مُطلَقَةُ
 
وَقَلبُهُ عَبْدُ !
© 2024 - موقع الشعر