رحيل

لـ أحمد أبو سليم، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

رحيل - أحمد أبو سليم

طَوَيتُ قَلبي مِثلَما أَطوي ثِيابي
 
داكِناً كَاللَّيلِ كانَ في يَدي
 
خَبَّأتُ في حَقيبَتي
 
مَدينَةً صارَتْ بَقايا مِن خُيوطِ العَنكَبوتْ
 
وَسورَةَ المَنفى
 
وَوَجهاً مِنْ حَجَرْ
 
وَما تَبَقّى مِن حَكايا السِندِبادِ:
 
غَيمَةً كانَتْ جِداراً حَولَ عَكّا
 
ثَوبَ عُرسٍ بارِدٍ لَمْ يَكتَمِلْ
 
وَطائرُ العَنقاءِ يَهذي :
 
"كُلُّ شَيءٍ زائلٌ إِلاّ أنا
 
وَحدي هُنا أَبقى عَلى عَرشٍ مِنَ الماءِ"
 
وَقِنديلي
 
دَليلي كُلَّما أَوغَلتُ بُعداً في دَمي000
 
خَبَّأتُ في حَقيبَتي مَدينَةً قَدْ أُطفِأَتْ أَنوارُها
 
وَعُلِّقَتْ أَجراسُها في جيدِ ذِئبٍ
 
كُلَّما نادى إِلى الصَّلاةِ فيها جائعٌ قالوا اكسِروهُ قَدْ صَبأْ
 
وَزَيِّنوا بِلَحمِهِ مَوائدَ الذِّئابِ
 
وَارفَعوا دِمائَهُ عَلى الأَبوابِ تَوبَةً لِكُلِّ عابِرٍ000
 
خَبَّأتُ نَفسي دَمعَةً
 
في بئرِ دَمعي وَارتَحَلتُ اسماً مَشاعاً
 
وَانفِجارُ البُرتُقالِ في دَمي
 
أَحرَقتُ خَلفي خَيمَةً نَسَجتُها مِن ثَوبِ أُمٍّ صَفَّقَتْ
 
وَغادَرَتني نَحوَ أَرضٍ مِن دُخانْ
 
أَبحَرتُ مِثلَ السَّندِبادِ تارِكاً وَجهي سُؤالاً
 
بَينَ أَشلاءِ المَرايا
 
عارِياً
 
وَالرِّيحُ خَلفي
 
مِن أَمامي
 
صَرصَرٌ
 
تَكاثَرَتْ عَلى جِراحي كَالذُّبابْ00
 
يا أَرضُ ما أَعطَيتِني إلاّ رَحيلي
 
مَركِباً ، وَغُصَّةً
 
يا أَرضُ ما أَعطَيتِني إلاّ شِراعاً مِن دَمي
 
وَالرّيحُ خَلفي
 
مِن أَمامي
 
صَرصَرٌ
 
وَطائرُ العَنقاءِ يَهذي:
 
كُلُّ شيءٍ000
 
كُلُّ شيءٍ000
 
كُلَّما أَشعَلتُ قَلبي مِن شَظايا نَجمَةٍ
 
تَكَسَّرَتْ عَلى ضُلوعي
 
أَطفَأتني غَيمَةٌ
 
وَغَمَّسَتْ أَحلامَها، وَخُبزَها فيما تَبَقّى مِن دَمي000
 
ماءٌ دَليلُ الرُّوحِ فَوقَ الماءِ
 
ماءْ
 
وَالأَرضُ تَنأى عَن جُروحِ الذّاكِرَة
 
أُلقي سُؤالي فَوقَ ماءِ البَحرِ عُشباً يابِساً
 
أُلقي شِباكي
 
جُثَّةً أُخرى
 
وَجُرحاً شَقَّ وَجهَ الماءِ وَالنِّسيانِ
 
وَالعَهدِ القَديمْ
 
كَم مَرَّةٍ آخيتُ بَينَ الماءِ وَالقَوسِ الحَزينْ
 
وَبَينَ كَفّي وَالحَمامْ؟؟؟؟00
 
وَبينَ وَردَةٍ وَمِقصَلَة ؟؟؟؟
 
كَم مَرَّةٍ آخيتُ بَينَ الأَنبياءِ
 
فَوقَ ظَهرِ الفُلكِ
 
وَالأَرضِ العَتيقَةْ؟؟؟؟000
 
وَبينَ جُرحٍ غائرٍ وَزَهرَةٍ بَيضاءَ حُبلى؟؟00
 
بَينَ عَكّا وَالحَياة؟؟00
 
كَم مَرَّةٍ000؟؟
 
أُلقي سُؤالي وَالصَّدى
 
أُصغي إِلى نَحيبِ قَلبي00
 
لَمْ أَجِدْ حينَ استَويتُ فَوقَ عَرشي
 
هُدهُداً يَمشي إِلى أَرضِ الحِجازِ
 
حَيثُ أُمّي لَم تَزَلْ تَبكي هُناكَ فَوقَ قَبري
 
لَمْ أَجِدْ بَينَ الرَّمادِ زَهرَةً تَبكي رَحيلي
 
ذِكرَياتي
 
نَملَةً تُصغي إِلى أَوجاعِ قَلبي
 
تَشتَهيني أَعبُرُ الصَّحراءَ مَحمولاً عَلى خَيلٍ مِنَ الماءِ
 
وَلَم أَجِدْ بَقايا المِلحِ مِن دَمعي عَلى الجُدرانِ
 
لَم أَعثُرْ عَلى ما ظَلَّ مِنْ عُمري وَراءَ البابِ مَسكوناً
 
بِسِفرِ المَوتِ مِن بَعدي
 
وَلا ظِلاًّ أَمامَ الدّارِ مَزروعاً كَظِلِّ الشَّمسِ
 
يُغريني بِزَهرِ اللّوزِ كَي أَغفو عَلى مَهلٍ
 
كَطِفلٍ قُدَّ مِن دَمعٍ وَنارْ000
 
أَنا النَّبيُّ لا كَذِبْ
 
آخيتُ بَينَ الأَنبِياءِ فَوقَ ظَهرِ الفُلكِ وَالأَرضِ العَتيقةْ00
 
وَبينَ جُرحٍ غائرٍ وَزَهرَةٍ بَيضاءَ حُبلى
 
بَينَ عَكّا وَالحياة000
 
أُلقي سُؤالي
 
تَهرُبُ الصَّحراءُ مِنّي
 
كُلُّ ما خَلَّفتُ خَلفي سائرٌ إِلى زَوالْ00
 
وَالدُّودُ يَأكُلُ العَصا
 
وَالأَرضُ أَمسَتْ مِن دُخانْ
 
وَالرّيحُ خَلفي
 
مِنْ أَمامي صَرصَرٌ
 
تَكاثَرَتْ عَلى جِراحي كَالذُّبابْ
 
وَحدي أُنادي مُثقَلاً بِالمَوتِ
 
وَحدي
 
مُثقَلاً000
 
أَنا النَّبيُّ لا كَذِبْ00
 
أَنا
 
النَّبيُّ
 
لا كَذِبْ00
 
وَحدي أَموتُ ها هُنا
 
وَحدي
 
عَلى أَسوارِ عَكّا
 
مُثقَلاً
 
بِكُلِّ ما خَلَّفتُ خَلفي
 
لِ
 
ل
 
حَ
 
ي
 
ا
 
ة
© 2024 - موقع الشعر