لِأَيِّ صُروفِ الدَهرِ فيهِ نُعاتِبُ - أبو الطيب المتنبي

لِأَيِّ صُروفِ الدَهرِ فيهِ نُعاتِبُ "
" وَأَيَّ رَزاياهُ بِوِترٍ نُطالِبُ

مَضى مَن فَقَدنا صَبرَنا عِندَ فَقدِهِ "
" وَقَد كانَ يُعطي الصَبرَ وَالصَبرُ عازِبُ

يَزورُ الأَعادي في سَماءِ عَجاجَةٍ "
" أَسِنَّتُهُ في جانِبَيها الكَواكِبُ

فَتُسفِرُ عَنهُ وَالسُيوفُ كَأَنَّما "
" مَضارِبُها مِمّا انفَلَلنَ ضَرائِبُ

طَلَعنَ شُموسًا وَالغُمودُ مَشارِقُ "
" لَهُنَّ وَهاماتُ الرِجالِ مَغارِبُ

مَصائِبُ شَتّى جُمِّعَت في مُصيبَةٍ "
" وَلَم يَكفِها حَتّى قَفَتها مَصائِبُ

رَثى ابنَ أَبينا غَيرُ ذي رَحِمٍ لَهُ "
" فَباعَدَنا مِنهُ وَنَحنُ الأَقارِبُ

وَعَرَّضَ أَنّا شامِتونَ بِمَوتِهِ "
" وَإِلّا فَزارَت عارِضَيهِ القَواضِبُ

أَلَيسَ عَجيبًا أَنَّ بَينَ بَني أَبٍ "
" لِنَجلِ يَهودِيٍّ تَدِبُّ العَقارِبُ

أَلا إِنَّما كانَت وَفاةُ مُحَمَّدٍ "
" دَليلًا عَلى أَن لَيسَ للهِ غالِبُ

© 2024 - موقع الشعر