لجوء

لـ جابر أبو حسين، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

لجوء - جابر أبو حسين

إذا عدتُ من وردةٍ
 
تحتَ هذا القميصِ البلاغيّ حيَّا.
 
سأكتبُ للشعرِ عمراً جديداً،
 
وأنسجُ قلبي عريساً منَ الكلماتِ
 
يعانقُ ريمَ القصيدةِ
 
في مقعدٍ دافئٍ
 
فوقَ عمرِ الثريّا.
 
ولنْ أصطفي غير وحيكِ
 
خلاَّ ً وفيَّا.
 
(فعشتارُ) أنتِ.
 
سأصبحُ نهراً
 
إذا ما خلقتِ
 
وروداً وشمساً
 
على ضفتيَّا.
 
فمنكِ الهدايا
 
التي خبَّأتْها السنابلُ فيَّ،
 
ومنكِ السنونو
 
الذي حطَّ في غفلةٍ
 
فوقَ قرميدِ روحي،
 
فغنّي الأغاني التي أنشدَتْها على المهدِ أمّي،
 
لعلَّ القصائدَ تغفو قليلاً على ركبتيكِ.
 
فقدْ أتعبتها القناني الفوارغُ،
 
والحلماتُ الأسيرةُ،
 
والبركاتُ الكثيرةُ،
 
يومَ الأحدْ.
 
أنايَ ولَدْ.
 
وأنتِ الأراجيحُ تحملني قمراً
 
بينَ مدٍّ ومَدْ.
 
تطوفُ بعمري بلاداً
 
منَ الكافِ والنونِ
 
حتّى استقالةِ آدمَ
 
منْ مهنةِ الركضِ
 
خلفَ الجبالِ
 
وحربِ الثغورِ
 
وعرشِ الجسدْ.
 
فكيفَ عبرتِ إلى أوَّلِ الدمعِ
 
منْ نقطةٍ في الكتابِ
 
ودائرةٍ في عصابِ المسدْ؟
 
وكيفَ دخلتِ إلى النومِ،
 
بَعْثَرْتِهِ،
 
وخرجْتِ إلى ظلِّهِ في الأمدْ؟
 
وكيفَ وصلتِ بأسماءِ دمعي إليكِ؟
 
أعودُ رضيعاً
 
إذا مسَّني بوحُ جمرٍ خجولٍ
 
على شفتيكِ.
 
ككأسٍ أخيرٍ
 
أدوِّرُ عمري عليكِ.
 
أحبُّ التتلمذَ بينَ يديكِ.
 
وأطلبُ حقَّ اللجوءِ
 
إلى وردةٍ ترتديكِ.
© 2024 - موقع الشعر