معزوفة على أوتار السياب - خالد بن سعود الحليبي

يا بدر.. يا ربابة العذاب
يا أنة «النَّهام» في شواطىء العراق
ويا تلمُّض اليباب حينما تجوسه خُطا السحاب
بالظل والسراب..
من غير قطرة تبلُّ لهفة العناق
يا رعشة تسورت أنامل الذئاب
فأرعدت.. وأبرقت..
لكنها تحطمت..
كومضة الشهاب
يا غصةً محمومة السعال والدماء..
تحتزُّ جوف ألف جائعٍ وجائعٍ
تنثال بالبترول والدينار.. والدعاء
في جوف كل مجرم.. وطامع
2
أواه يا عراق
يا رشفة.. مسلوبة المذاق
يا جنة تموج بالأعذاق
لكنها وا حرقة الأحداق
مجهولة المساق
يحفها النباح والنعيق والنفاق
3
«وفي العراق جوع»
وفي العراق غابة من الشموع
ترقص الآفاق بالأضواء والدموع
وترتدي مجامرَ الخنوع
ليدفأ «العملاق» في جزائر الصقيع
ويطفىء الشموع بالشراب!!
أواه يا سياب
يا بدر يا أنشودة المطر
حتام أنتظر؟!!
أكاد أنفجر!!
ونهري الممشوق للفرات ينحسر
وأنت كالصغار
تشير للسحاب
«مطر..
مطر..
مطر..»
أواه يا سياب
متى.. متى.. سينهمر!!؟
وعند كل غيمة مراقب ومؤتَمِر
4
ألم تزل تصيح «يا عراق»
وقد رماك مثل ميت..
على السرير في «الكويت»
ترمدت رؤاك والسل في دماك..
من أجل حفنةٍ من الكلاب
تباع للذئاب
فلتلعق التراب
ولتحتس السراب
ولتذبح الأطفال في مقاصل الرفاق
من أجل أن تعيش كالغراب
على موائد الخراب
موقَّر الجناب!!
© 2024 - موقع الشعر