التّناهيــد

لـ سالم المساهلي، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

التّناهيــد - سالم المساهلي

{إلى المغفّلين .. في الحُب }
ظلال من الذكرى تجيء وتغتدي

تهدهد أشواقا تضِلّ وتهتدي
كأني بآمالي على قلق الهوى

تقارع آلامي بحلم مشرَّد
فتكشف ما بي من جراح ندية

تقطّر نفسي في الرّدى المتصيّد
****

قريحٌ بوهم الصّبر يستُر ضيمهُ
ويغفو مع الأوجاع يهفو إلى الغد

وما لغد يصبو القريحُ وإنما
لزحزحة الليل الطويل الممدّد

يعالج بالوعد الكذوب شجونه
فيهرب من قرح لقرح مُولّد

فأي صباحٍ للذي أرّق الكرى
وألقى المدى فوق الزمان المبدّد ؟

كأن به ما بالغريب من النوى
يشد إلى الترحال عين الترصّد

إذا ما استوى في العين صبحٌ وظلمةٌ
تبعثرت الرؤيا بقلب المسهّد

****
حببتك يا ليلى أميرةَ عالمي

بلفحِ صباباتٍ ونفحِ تَعبّد
وفيتُ وأرخيتُ الزمام لمهجتي

تشدّكِ للأشواق في كل مَوعد
وكنتِ بِدلٍّ تهزأين بصبوتي

وكنتُ مع البلوى عصيّ التأوّد
صبرتُ وفي صبر الكريم ترفّع

عن اللغو والتجريح بعد التودد
إلى أن خذلتِ النبض فيّ عليمةً

فيا ربّ حُبّ غادرٍ متعمّد
ويا رُبّ قلبٍ بالبلاهةِ مترع

يُغَرّ بعذب الحرف من قول مُلحِد
فيقفز في الآفاق نشوان واثقا

ويبني لعرش الحبّ أقدسَ معبَد
عقرتِ فؤادي بالخيانة جهرةً

وخلتُكِ أنقَى في الشعور وفي اليد
فكيف أواري لهفتي ومرارتي

وأنشودتي نارُ الجوى المتوقّد
وكيف سأنسى لوعتي وحرائقي

وأنتِ هنا ذكرى تعود وتبتدي ؟
****

عتبتُ على قلبي غريرا مطاوعا
يُحاول حُبّا دون عقل مُرشّد

فيظفَر باللقيا وينعم بالرؤى
ويغفل عن سهم الخداع المسدََّد

أخالُك طفلا أيهاالقلب ساهيا
تخاتله الألوانُ من كلّ مشهد

وإنك أعشى في هواك مضيّعٌ
تعالج نيران الصّدى بالتنهّد

كذاك الذي قد كان فاهجره
عازما لعلك تنجو من أتون التردّد

وترحَمَ وجدانا تلظى هواجسا
وتفتح آفاق المدى بالتجدّد

فمن ذا الذي حاز السّعادة
قانعا وسار على الدنيا بدرب ممَهّد

هو الدّهر لا يصفو لنا غير
بُرهة ونصحبُ رغما كل عيش منكّد.

© 2024 - موقع الشعر