شرايين التراب

لـ سالم المساهلي، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

شرايين التراب - سالم المساهلي

حديث الرُّوح أذكارٌ وطيبُ
وأنغام على وتر تذوبُ

وأشواقٌ تأجج في الحنايا
وألوان ومعراج رحيبُ

ووهجٌ شفَّه نفحُ النَّجاوى ولُطف
الكشف والمعنى الخصيبُ

هو النفثات تجلو عن فؤاد
مسافات يُظللها الشحوبُ

هو السبحات في الآفاق توقاً
لموصول تؤلفه الغيوبُ

حبيبي يا مدى شغفي وشغلي
أنا في الوجد أوّاه منيب

عسى أروى ويُنجدني انتمائي
إليك ، فلا تُناوشني الكروبُ

ولا هجرٌ يبعثرني غريبا
تَقَاذفني المجاهل والخُطوبُ

أحبك ، ليس يكفي غير أني
أحبك فوق ما تجد القلوبُ

وأبذل في هواك رحيق نفسي دعاءً
كي تُجيبَ فهل تجيبُ؟

****
تُرى ياقلب هل يكفي التمنّي

وهل يُغني التذاكرُ والوجيبُ؟
مضى زمن تكلل بالمعاني وذا

زمن تُسيّجه الثُّقوبُ
تداعى القوم حتى لاظلالٌ تلوذُ

بهم ولا نفسٌ يشوبُ
ترى الإقبال تحسبه اقتدارا

فينكشف التملص والهروبُ
سبايا نحن تلفَظنا الثنايا

وتشربنا المفاوز والجيوبُ
صدى التاريخ يصهلُ في خطانا

فيعلو التيه والصمتُ الرهيبُ
وطعمُ الصبر في رحم التلظّي

كطعم الموت مورده كئيبُ
على قدر العزيمة كان أهلي

فلم يعظُم بأعينهم ركوبُ
وأطلالٌ لخولةَ كرّموها وباسوا

الوشمَ يحدوهم هبوبُ
فما بالُ الغزاة لنا ظلال

وما بال البلاد لهم جُيوبُ
وما بال الروافد خاتلوها

فلا وشمٌ هناك ولا نصيبُ؟
إذا سقط الرفيقُ فلا تخنه

فإن الجرح نائبة تنوبُ
وإن كانت فصاحتنا ذنوبا

فنعم الذخر هاتيك الذنوبُ
هو الإنسان يسكنه إلاهٌ وإن

كثُر التّألّه والربوبُ
****

سألتك "مصر" هل تغني الأماني
وهل تشفي الخطابة والخطيبُ؟

وهل تجدي مناشدة الأعادي
عسى ترضى وتصفو أو تتوبُ ؟

وهل تُرجى المودّة من هجين
دَعيّ كلُّ ما فيه يُريبُ ؟

فأيُّ عروبة تحني وتجثو
لرعديد مطيته كذوبُ ؟

فيا لهفي على أوصال
أرضي يقطّعها المخاتل والغريبُ

وواأسفي على أشلاء قومي
تمزّقها المخالب والنيوبُ

إذا بلغ المتاهُ بنا هوانا
فقد عُذر المقاوم والغضوبُ

ألا فليرحل الغازي طريدا
ويغرُبْ خلفَه الواشي الطليبُ

ألِبّاء يرَون الوهْنَ عقلا
ألا بِئس التعقّلُ واللبيبُ

إذا خملت عواصمنا شمالا فإن
الأرض يحميها الجنوبُ

رجال عاهدوا صدقوا وصانوا
وإن خَذل المُؤمّرُ والقريبُ

نفوس لا تساوم في هواها
وتهفو للقراع وتستجيبُ

****
أيا فعّالُ ياأمل السرايا

أغثنا لايضرِّسنا الرّسوبُ
وأدرك في قوافلنا النواصي

عسى تهفو إلى غدها ، تثوبُ
وألحقنا بأمّتنا نشيدا

عفيفا لا تخالطه العيوبُ
أو احْشُرنا إلى عرس بهيّ

يعود به المُشرَّد والسّليبُ
إلى أرض الكنانة فاض شوقي

وأغرتني القصيدة والحبيبُ
لعلّ مُتوّجَ الشعراء يصحو

إذا ما زاره الركبُ المهيبُ
فإن الحبّ أوقِد في الحنايا

ولفحُ العشق مخبَره الأديبُ
سلاما أيّها الوصلُ المُفدّى

سلاما أيّها الهجرُ العجيبُ
شفائي أن أرى وطني طليقا

خريطتُه التّآلف والطيوبُ
شرايينُ التراب تظلّ أهدَى

ودربا فيه تجتمع الدّروبُ
سيمضي العابرون بلا رجوع

وتبقى الأرضُ والحلم الرّقيبُ
يهون العمرُ في طلب المعالي

وتنتصر العزائم والشعوبُ .
© 2024 - موقع الشعر