الحياة مجازا

لـ سالم المساهلي، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

الحياة مجازا - سالم المساهلي

دعيني بلا قهوة في الصباح
 
ومن دون أن تفتحي زرَّ راديو
 
ولا تصفعيني بتلك الصحيفه
 
لأشعر أني أصافح يوما جديدا
 
على غير عادات ذاك البلد
 
***
 
دعيني أبعثر نفسي
 
وأكسر وقع الخطى
 
وأصرخ في البيت مثل الصبيّ
 
عسى أستعيد عبير انعتاقي
 
فإني أحتاج بعض الإثارة
 
كي تستساغ الحياةُ
 
بهذا الوجود الرتيب
 
ولو بالجنون .. وبعض النكد
 
***
 
نكرر أيامنا الهاربات
 
ودون انتباه إلى عمرنا المستقرّ
 
نسافر مثل الخرافة
 
مثل الغمام..
 
ونهتف مثل الفتى الجاهليّ
 
وقد دوّختنا الفتون
 
قفا نبك من ..
 
جموح الفصول
 
وتيه الأمد
 
***
 
يلوذ الزمان بأصقاعنا
 
يستريح قليلا..
 
ويغنم في ظلنا
 
خيمة للسلام العجيب
 
يحط بها تعب الآخرين
 
ويحدث أن..
 
يستطيب الزمان على أرضنا
 
نومةً للأبد
 
***
 
تماهى الوجود لدينا مع الراحلين
 
فمجد الولادة للسابقين
 
وفخر الرّيادة للفاتحين
 
وفضل الكرامة للتابعين
 
فماذا تبقّى لنا دونهم..
 
ونحن نطالبهم في عياء
 
بخيل المدد ؟
 
***
 
سئمت رتابة هذي التحايا
 
وبسماتنا الفاتره
 
ونظرتنا في الفراغ البهيم
 
نصافح هذي الشوارع
 
من دون قلب ..
 
ووجه المدينة هندسةٌ للجفاف
 
يُطاول وجهَ السماء بأبخرة
 
من رماد الكبَد
 
***
 
تحاورني ومضات السراب
 
لأنيَ أشبهها ..
 
في الوميض الكذوب
 
فأزعم أن القصيدة
 
لا تستقيم بغير الكذب
 
وأن المجاز ..
 
حقيقةُ كوْن العرب
 
***
 
دعيني بلا قهوة أو بريد
 
فإن المواعيد سالت بها الذكريات
 
ونامت نواطيرها
 
ولكن أنشودة قد تشدّ الرّحال
 
لفجر جديد..
 
وقد لا تعود لهدهدة الحالمين
 
وقد تستبد .
© 2024 - موقع الشعر