تنهـيدةُ النهـر - مصطفى بن عبدالرحمن الشليح

خاطرٌ
 
يتململُ منْ هدأةِ الجَرس
 
بنحني قبسًا
 
للرواء
 
كقوسٍ على وترٍ
 
يحتوي
 
هربَه
 
وإذا ما استوى النهرُ
 
ضوءًا لأغنيةٍ تغزلُ الصوتَ
 
بالكلماتِ
 
المكابرةِ المتعبه
 
هبّ منْ طربٍ هاربٍ
 
وانتضى صخبه
 
تخرجُ امرأةٌ كالنهار
 
منَ النهرْ
 
يأتله الماءُ. يخشعُ
 
عندَ الخطى خافقٌ للحصى
 
يشربُ الرملُ عريًا
 
يرشّ السنابلَ بعضُ نداءْ
 
كالتآويل
 
حينَ يُطيفُ بها مستباحُ النداءْ
 
هنا النهرُ
 
تنهيدة امرأةٍ
 
تتوهجُ بالشعر مثلَ نهارْ
 
يرتبُ أشياءه
 
والمدارْ
 
يبعثرها كلما ضمّ أشياءه
 
الشعرُ منسحبًا
 
خارج
 
العربه
 
مثلَ تجعيدةِ الماء
 
وهْيَ هوامشُ بالعتبه
 
منْ هنا
 
غزلتْ حكيها امرأةٌ
 
نسجتْ ذاتها
 
كيْ ترى
 
ذاتها في ذهول المكانْ
 
ووهمِ الحقيقةِ
 
والحلمِ الأكبر الصاعدِ العقبه
 
دونما مركبه
 
وترى شكلها في المكانْ
 
عيونَ مراودةٍ
 
وترى شكلها في انذهال الصورْ
 
والشموسُ انعطافٌ
 
إلى دهشةٍ
 
تتثاءبُ في شرفةٍ كلما
 
انعطفتْ
 
للشموس كؤوسْ
 
رؤى إبرةٍ. حببٌ ساخرٌ
 
في المزاجْ
 
خيوطُ رمالٍ. وخرقة حالٍ
 
توثبُ عربدةٍ
 
وصلاة
 
وقدسُ اختلاجْ
 
وخذروفُ نبضٍ يمدّ يديه
 
وعصفورةٌ لابتهاج
 
يقصّ الحكاية
 
منْ أول النبض حتى الخروج
 
إلى كلماتٍ تداعتْ
 
من العتبه
 
صاحبي
 
هلْ ترى الأغبرَ المتمردَ
 
للشيبِ منه رماد
 
رمى أربًا
 
واختفى بين ألوان رؤياه
 
رقرقَ
 
بعدَ تواجده المتفرد
 
منْ ماءِ صعدته أربه ؟
 
للرمادْ
 
مدائنُ .. يا صاحبي
 
تلهثُ البيدُ
 
في بيدِها مغربه
 
أتقصّ الحكاية
 
يا صاحبي
 
أمْ تقصّ جناحَك
 
كي ترتديه الرياحْ
 
مراوحَ
 
منْ عبثٍ مستباحْ
 
ملامحَ منكَ
 
وأنتَ الحكاية دونَ جناحْ
 
أم الحكيُ يا صاحبي
 
لمْ يحُكْ عريَ تلك المدائنْ
 
والخيلُ جامحةٌ
 
ثمّ يضمُّ إليه السفائنْ
 
يا صاحبي
 
والبحورُ اللواتي .. مراوحةٌ
 
بينَ ماءٍ وما سحبَه
 
وانتماء الرماد إلى البيد
 
محدودبه
© 2024 - موقع الشعر