مقدم الامل - احمد فرج شاتول

أيها القدر أجبنى ..
 
لك أشكو سوء حظي ..!
 
أم لها أشكوك ..
 
قل لى ..!
 
فمن الجانى عليّ
 
أجناةٌ ما فعلتم ..
 
أم لعلّى ..
 
لم أعد أفهم ..
 
ما الدائر حولى ؟ !
 
لست أدرى ..
 
أأغنى للقاها .. ؟
 
أبكاءٌ لفراقٍ .. ؟
 
أم أصلى .. ؟
 
أم ..
 
كلا الأحوال ..
 
قد حلت لمثلى
 
**
 
كدت أنسى ..
 
أنّنى أملك نفساً ..
 
للمنى تهفو .. وبالحب تجيش ..
 
وفؤاداً بالهوى ينبض دوماً ..
 
عشق الحسن وغنىّ ليعيش..
 
كدت أنسى ..
 
أنّ لي روحاً تهيم ..
 
وخيالاتٍ وأوهاما وطيش ..
 
**
 
ثمّ جاءت ..
 
كنت أدرى ..
 
أنّها حتماً ستأتى ..
 
لا تقل ..
 
إن أنت قد أرسلتها ..
 
أيها الحظ فما أنت بمؤت ..
 
فحياتى كلها ..
 
صيغت لها ..
 
وكذا فى ناظريها كان موتى ..
 
ثمّ جاءت ..
 
كنت أدرى ..
 
أنّها حتماً ستأتى ..
 
ففؤادى .. في انتظارٍ
 
راجياً مشرق بدرٍ
 
جاهراً بالحب صوتى ..
 
كنت أدرى ..
 
أن ستنزاح همومي ..
 
وسيعلو بالغنا والشدو صوتى ..
 
وبمقدمها أغنى ..
 
هاتفاً .. والكلّ أعنى
 
بعد أن قد طال صمتى ..
 
ثمّ جاءت ..
 
نورها يجلى ظلامى ..
 
يشعل الأنوار فى غيهب نفسي ..
 
وشدى باللحن قلبى ..
 
شاهراً بالطهر صوتى ..
 
وعلا مني .. همسي ..
 
**
 
أيها القادم أهلاً
 
لك طال الشوق دهراً
 
منك استلهمت بأسى ..
 
غننى يا منيتى ..
 
اسقنيها فرحتى ..
 
فغدى فيك وأمسى ..
 
انفض الأحزان عنى ..
 
وأطرد الآهات منى ..
 
وارم للأيام نحسى ..
 
واستعد أيام فنى ..
 
وأزرع البهجة عنى ..
 
واسقها صحراء نفسى ..
 
فأروه الظمآن قلبى ..
 
غنه السأمان لبى
 
وأطرد الرابض .. يأسى ..
 
..
 
أيها القادم أهلاً ..
 
فبك استبشرت .. مهلا ..
 
أنت إشراقة شمسي ..
 
أنت إطلالة سعدى ..
 
بعد أن لازم وجدى ..
 
فاطرد الدائم بؤسي ..
 
وابعث الخافق قلبي ..
 
يرتدى حلة حب ..
 
واسكب السعد بكأسي ..
 
اسقنى نخب حياةٍ
 
فرهدت بعد مماتٍ
 
فانتهى جدب سنينى
 
والتأسى ..
 
كان يسقينى غداةً
 
ويناجينى صلاة ..
 
يحتوينى .. ويصابحنى ويمسى ..
 
..
 
أيها القادم أهلا
 
لك قد أفسحت سهلا
 
فبك الأيام تصفو ..
 
أنت .. من مسكٍ عُجنت
 
ومن الطهر غُسلت ..
 
ثمّ نُصّبت ملاكاً .. أفندنو .. ؟
 
قد رضعت الحسن طفلا ..
 
واكتسبت اللين نسلا ..
 
فمياس البان فى قامك يحلو ..
 
أنت قد أودعت حباً ..
 
وكُسيت الذوق ثوباً ..
 
فانتظام الدر فى فيهك يبدو ..
 
أنت ..
 
لا انسٌ ..
 
ولا نحن مثالك ..
 
أنت ..
 
شئٌ ..
 
خصّك الرب فمالك ..؟
 
بعباد الرب لا ترثى وتحنو ..
 
..
 
أنت ..
 
قد أودعت من ربك سراً
 
وحباك الرب تحناناً وطهراً
 
كلنا للسر نرنو .. ثمّ نعلو ..
 
أنت .. فى الطهر كتابا
 
ولك العفة قد خُصت ثيابا
 
فيك روحٌ ..
 
ليت من عليائها
 
ندنوا .. فنحسوا ..
 
أنت ..
 
قد علمت روحى ما الهناء ..
 
صار يشدو فيىّ
 
مزمار الغناء ..
 
فتغنى بك روحى ..
 
ثمّ تصحو ..
 
وإذا طرفك يرنو
 
وينادينا .. فندنوا
 
يوغر النصّل
 
فمن من ذاك ينجوا .. ؟
 
وإذا الثغر ابتسم ..
 
تصبح الدنيا
 
هناء ونغم ..
 
يهبط الوحى علينا
 
ولعليائك نسموا ..
 
...
 
أيها الفائت ..
 
تأخر ..
 
وأترك البين
 
وأظهر ..
 
وأبق منى ..
 
فى فؤادى .. فى دمى ..
 
وإذا هذا تعذر ..
 
فاترك الطيف الموقر ..
 
يملأ الدنيا
 
ويغزو عالمى ..
 
ويواتينى فيغدو ملهمى ..
 
ويمنينى بقرب المقدم ..
 
..
 
أيها الراحل مهلا ..
 
أو فى قربك أطمع .؟؟
 
أم لعودٍ أتطلع ..
 
علّ فى العود شفاء السّقم ..
 
وشفاء الطرف من دمعٍ هم ..
 
فلتمنينى بقرب المقدّم ..
 
وتواتينى .. فتغدو ملهمى ..
 
ياشفاء الروح بعد العدم ..
 
أمجيبٌ ..
 
أم ستمضى .. ملهمى ..
 
أو باقٍ أم ستمضى ملهمى .. ؟
© 2024 - موقع الشعر