جَحِيـمُ دَانْتــِي - صلاح بو سريف

خِلْسَة ً
 
كانَتِ الرِّيحُ تَشْرَبُ أنْفَاسَكَ
 
لمْ تَكُنْ فْلُورُنْسَة بَعْدُ قَدْ فَتَحَتْ نَوَافِّذَهَا
 
على رِيحِكَ
 
لا
 
أحَد
 
كانَ يَعْرِفُ أنَّكَ أنْتَ ألِيغَييري
 
وَأنّ دَانْتِي
 
هُوَ وَجْهُكَ المُشْتَعِل بِحَرَارَة المَوْجِ.
 
كَأسُكََ
 
مازَالَتْ في نَفْسِ المَكَان ِ
 
وَمَازَالَ غَلْيُونُكَ، في انتظارِ مَنْ يُشْعِلْ فَسَائِلَهُ
 
مَنْ فَتَحَ النَّافِذة. مَنْ سَمَحَ لِلْغُبَارِ أنْ
 
يَمْسَحَ عَنِ الضَّوْءِ بَعْض ظِلالِهِ. كُنْتَ
 
حِينَ وَصَلْتَ إلى المَطْهَرِ مَسَحْتَ
 
شَعْرَكَ بِزِيْتٍ بَارِدٍ وَتَرَكْتَ خَلْفَكَ
 
نَبِيذاً، كُنْتَ أجَّلْتَهُ لِلْجَحِيمِ.
 
لا أحد كانَ
 
يَظُنُّ أنَّكَ أنْتَ مَنْ سَيَفْتَحُ في أفُقِ
 
الجَنَّةِ مَمَرّاً مِنْهُ سَتَعْبُرُ الآلِهَة ُ لِتَرَى
 
كَيْفَ كانَ الشِّعْرُ
 
يُؤَجِّجُ فَرَحَ الجَحِيمِ.
 
يَدُكَ يا ألِغْييِري؛
 
لمْ تَكُنْ تَكْتُبْ فَقَط، بَلْ كَانَتْ تُحِبُّ أيْضاً :
 
لا تَنْسَى، وأنْتَ فِي مُفْتَرَقِ الجَمْرِ
 
أنَّ بْيَاترِيسَ ، هي أوَّل امْرَأةٍ
 
فَتَحَتْ فِي وَجْهِكَ
 
جَسَداً
 
كانَ أوَّل المَوْجِ
 
و َأوَّل ضَوْء
 
كانَ يَقودُكَ
 
نَحْوَ شُرُفَاتِكَ المُطْفَأهْ.
© 2024 - موقع الشعر