الخطيـئة

لـ عبدالقادر مكاريا، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

الخطيـئة - عبدالقادر مكاريا

ذكريات و ذاكرة متعبة
 
علمتني الليالي ركوب الصعاب
 
و ترك الرذائل للهمم الخائبة
 
جئت قبل مجيء المنابر
 
و اخترت قرض القريض
 
على المهن الرابحه
 
ربما ، لم أكن ناجحا دائما
 
إنما هذا أنا
 
أتعرى إذا استتر الناس
 
و أستر نفسي
 
إذا الناس بانت لهم
 
موضة فاضحه
 
عائما في المدى
 
جئت من زمن اللاكلام
 
أفتش عن منفذ للصدى
 
أتعبتني السنون التي ركبتني
 
تحولت من جثة لا تموت
 
إلى جثة تتمنى الردى
 
ثم أسألني : ما نكون غدا ؟
 
أستطيع تصور خاتمة الكون كيف تكون !
 
ليس هذا جنون
 
أنا في البدء حرف
 
و في آخر الأمر أنا أول الراشدين
 
هكذا في الكتب
 
لست فيكم نبيا
 
إنما هاتكا للحجب
 
أتبين ما دُسّ بين السطور
 
و أقرأ خافيات الصدور
 
مثلا :
 
أنت تحلم بالعيش في أستراليا
 
و أنت تفكر في قتل زوجتك الخائنة
 
و أنت الجميلة سيدتي
 
وقارك يخفي مغامرة ماجنة
 
بعت أكثر من رجل للخراب
 
و احترفت الزنا
 
و أنت و أنت ،، و أنت و أنت
 
كلكم غارقون !
 
من الممكن أن لا أكون أنا الطاهر الفرد
 
في ذا البلد
 
غير أني صدوق
 
أتذاكر في خجل بعض شعري
 
و أعشق في صدق قيس
 
و أحقد في قوة الشنفرى
 
و اسألوا: ما أرى ؟؟
 
أرى مدنا تستعد لأكل بنيها
 
و أخرى سيجرفها السيل للمقبرة
 
أرى امرأة تتزين في طمع للرجال
 
و كل الرجال تحركهم شهوة عابرة
 
أرى شاعرا يلبس الخزي تيها
 
و آخر يمضغ في ألم محبرة
 
أرى وطنا بعد عز
 
يحوله أولاده مسخرة
 
يا شعوب القرى
 
تشرق الشمس لكم
 
ينبت القمح و البن من أجلكم
 
هذه الأرض أغلى
 
و هذي الدماء تعاويذنا الطاهرة
 
بايعوا من أردتم
 
إنما بايعوا قبل هذا قلوبكم الخيرة
 
الجموع التي لا تهز الجبال
 
من الأفضل أن تستلذ الكرى
 
هل أقص لكم قصة القبرة ! ؟؟
 
نسجت في سقف بيتي إقامته
 
باضت البيض
 
صار لها كذا فرخ
 
تروح و تغدو
 
لتملأ أبطنها بالذرى
 
كل فرخ نمى ريشه
 
راودته فكرة أن يتخلص من أمه الآمرة
 
ذات فجر تطاير طين الإقامة في غرفتي الفاخرة
 
و أفقت على صوتها
 
تتخبط في ألم بالثرى
 
ماتت القبرة !
 
و الصغار تطاير ريش الضعاف
 
و كل يريد مكانتها الآمرة !
 
ما أرى ! ؟
 
أنا لو كنت غيري
 
لفجرني الغيظ
 
فجر في ، كبدي المبصرة
 
أتبين بين الوجوه
 
وجها أحبه أكثر من أي شيء
 
و وجها يحولني جرة خاوية
 
إنما لا أتبين في كل ذا وطني
 
و أبصر في الأفق زيتونة تحترق
 
و أمد يدي في الغسق
 
كلنا من علق
 
أنا لا أتميز عنكم سوى أنني
 
ألمح البرق خلف الشفق
 
و أرى الرعد آت
 
أرى ما تظنونه بي شبق
 
و أحذِّركم
 
ذا أوان قطاف البلح
 
فاحذروا أن تمدوا أياديكم
 
غير للحب أو للفرح
 
و احفظوا القاعدة :
 
بيضكم لا تحطوه في سلة واحدة
 
و اسمعوا :
 
لا تموتوا من الجبن
 
فالله لا يرحم الجبناء
 
صفقوا و امرحوا
 
كلما وردة فغرت ثغرها للهواء
 
وطني رائع
 
رغم هذي الدماء
 
----------
 
الجزائر:24/12/94
© 2024 - موقع الشعر