طيور على جثة الماء - أحمد بلحاج

يَرَقَاتٌ تَخِيطُ اُلْوُجُودَ
 
خَلاَيَا مُفَزَّعَةٌ
 
سَمَكٌ حَائِرٌ
 
وَ بَنَفْسَج مُلْتَفِتٌ،
 
تَحْتَ غَيْثِ اُلْبَدَاهَةِ تَنْهَضُ مِنْ نَوْمِهَا
 
أُسْرَةُ اُلْقَمْحِ
 
خَالِعَةً ثَوْبَ نِسْيَانِهَا
 
وَ اُلزَّوَاحِفُ تَرْفُو قَمِيصَ اُلسَّرَابِ
 
وَ لِلنَّحْلِ سِيرَتُهُ
 
تَتَفَتَّحُ أَلْوَانُهُ
 
فِي أَوَاوِينِ مَنْ عَبَرُواْ ظَلَمُوتَ اُلنَّخِيلِ
 
وَ أَرْوِقَةَ اُلدَّمِ
 
قَبْلَ قَتِيلِ اُلْقَتِيلِ،
 
جَمَاهِيرُ مِنْ حِنْطَةٍ
 
دَخَلَتْ فِي اُلشُّعَاعِ
 
وَ رَاغَتْ إِلَى حِطَّةٍ
 
كَبَهِيمِ اُلْفَرَاغِ،
 
فَكَيْفَ سَتَغْرِسُ صَوْتَكَ
 
تَحْمِلُ تِمْثَالَهُ لِلْأَقَاصِي؟.
 
أَخَافُ مِنَ اُلشَّكْلِ
 
كَمْ جَاءَنِي حَامِلاً جُثَّةً
 
حِينَمَا عُدْتُ مِنْ دَفْنِهَا
 
لَمْ أَجِدْنِي
 
تَوَرَّمَ فِي اُلرَّأْسِ لَيْلٌ
 
وَ فِي اُلْقَلْبِ صِلٌّ
 
وَ فِي اُلْعَيْنِ ظِلٌّ،
 
أَتَغْدُو اُلْمَشَاهِدُ مَذْبَحَةً قَادِمَهْ ؟
 
وَ اُلْحَلاَزِينُ أُغْنِيَةَ اُلْبَرْقِ؟
 
كَفِّي اُلَّتِي اُبْتَلَعَتْ لُغْمَهَا
 
تُبْصِرُ اُلْآنَ فِي نَسْلِهَا
 
نَوْحَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ
 
وَ طُيُوراً عَلَى جُثَّةِ اُلْمَاءِ،
 
أَدْخُلُ بَيْنَ أَضَابِيرَ مَسْطُورَةٍ بِاُلْوُجُوهِ
 
وَ أَعْتَرِفُ
 
أَنَّ زَهْوَ اُلْقُبَلْ
 
نَفَقٌ نَارُهُ اُلْقَرَفُ
 
حَالَ كِبْرِيتُ أَطْبَاعِهَا
 
بَيْنَ قَلْبي وَ حَرْفِي
 
هَوَى جَسَدِي
 
فِي غَرِينِ اُلْحَسَائِفِ،
 
كَيْفَ أُقَبِّلُ تَسْمِيَّتيِ
 
وَ اُلْفِخَاخُ قَبَائِلُ
 
تَحْتَلُّ صَمْتَ اُلشِّفَاهِ
 
وَ نَوْمَ اُلْجِبَاهِ؟ !
 
أَقِمْ طَرْفَكَ اُلْبَاطِنِيَّ لِتَحْيَا
 
عَلَى مَلَكُوتٍ
 
بِلاَ لُغَةٍ مِنْ حَنَادِيسَ،
 
هِيتَ لَكَ..اُللاَّنِهَايَةُ وَقْتُكَ
 
خُذْ جَسَدَكْ
 
لَيْسَ قَتْلُكَ فِيهِ
 
وَ صَادِمْ بِهِ
 
ضِغْثَ أَوْفَاقِهِمْ.
© 2024 - موقع الشعر