انتفاشك غيهب..وخطاي مزولة الحدوس - أحمد بلحاج

بَاقٍ
 
غُصُونُ اٌلرُّوحِ
 
فِي كَفِّ اُلرِّيَاحِ تَلُوحُ
 
شَبَقُ اُلْبِدَايَةِ تُرْبَتِي
 
( أَجْفَانُهَا سُبُلٌ
 
وَ عِرْقِي نابِضٌ وَ جَمُوحٌ )
 
تَتَلاَطَمُ اُلْأَسْمَاءُ تَحْتَ وَسَاوِسي
 
اُلْبَرْقُ جُبَّتُهَا ،
 
فَهَلْ تَئِدُ اُلْحَنَادِسُ فِي نَصِيعِ تَلَوُّعِي ؟
 
غَسَقاً تَرَأْرَأَ مَاؤُهَا
 
وَ اُلضَّوْءُ مِيعَادُ اُلْغَوَايَةِ فِي دَمِي
 
أَرْفُو اُلْهَوَاجِس
 
لاَ جُسُورَ تَلُوحُ لِي
 
مِنْ وَرْطَةِ اُلْأَقْدَامِ يَشْتَعِلُ اُبْتِلاَئِي
 
مِثْلَ جَارِيَةٍ عَلَى يَمِّ اُلْغُيُوبِ
 
وَ نَفْخَةُ اُلأَشْبَاحِ تَطْعَنُ مُقْلَتَايَ
 
مَاذَا يَمُوجُ ؟
 
أَجُثَّثِي ؟
 
أَمْ سَكْرَةٌ وَطِئَتْ صِبَايَ ؟.
 
* *
 
سُرُرُ اُلْأَمَانِي أُمَّهَاتٌ
 
وَ اُلْكَوَاكِبُ مِعْوَلٌ
 
وَ اُلْمَوْجُ أَبْقَارٌ مُعَصْفَرَةٌ
 
تُشَمْشِمُ فِي رُؤَايَ.
 
مَاذَا يَمُوجُ ؟
 
تُمَدْمِدُ اُلْأَمْدَاءُ أَقِنِعَةً
 
كَأَنَّ شُكُولَهَا فرق يَفُوحُ
 
لاَ اُلْعَيْنُ تَكْشِطُ مِنْ وَرِيدِ اُللَّيْلِ رَائِحَةً
 
وَ لاَ اُلْقِيعَانُ تُلْقِمُ ثَدْيَهَا لِفَمِ اُلزَّمَانِ اُلْمُرِّ
 
أَوْ تَعْلُو سَمَاءٌ لاِحْتِضَانِي.
 
* *
 
هِيَ لَحْظَةٌ غَرْثَى
 
تُمِيرُ مُيُوطَهَا
 
مِنْ سُنْبُلِي
 
وَ تَمُدُّ لِي
 
طَنْبًا مِنَ اُلْفِرْدَوْسِ
 
أَثَّثَهُ اُلْجَحِيمُ.
 
* *
 
لَكِ مَا اُشْتَرَعْتِ
 
فَسَقْفِي حُلْمُ اُلدَّرَارِي
 
وَ اُسْتَنْسِخِي جِينَاتِ أَزْمِنَةِ اُلدَّمَارِ ،
 
بَاقٍ أَنَا
 
مِنْ جَوْهَرِي اَلْأَشْيَاءُ تَنْهَدُ
 
لاَ تَخُطُّ يَدُ اُلْهَيُولَى
 
غَيْرَ شَكْلِ مَشِيئَتِي
 
فَاُلطِّينُ بَصْمَتُهُ إِبَائِي
 
وَ اَلْمَاءُ جِذْرٌ صَهِيلُهُ أَسْمَائِي
 
مِنِّي اُلْجِهَاتُ تَدَثَّرَتْ أَلْوَانُهَا
 
وَ نَبِيذُهَا مِنْ كَرْمَتِي ،
 
فَلَكِ اُنْتِفَاشكِ غَيْهَبٌ
 
وَ خُطَايَ مِزْوَلَةُ اُلْحُدُوسِ
 
مِن اُنْشِطَارِي تَقْبِسُ اُلْأَنْفَاسُ حِكْمَتَهَا
 
وَ تُخْرِج شُطْئَهَا
 
أَلِفُ اُلْبَصَائِرِ لَوْحُهَا
 
وَ حَمَامُهَا
 
عَلَى قِرْمِيدِ اُلْعَابِرِينَ ،
 
أَنَّى يُفَجِّرُنِي اُلْحَنِينُ
 
حُلُماً بِأَجْنِحَةِ اُلسَّمَاءْ ؟
 
وَ أَيْنَ يَرْسُو اُلْقَلْبُ ؟.
 
لَيْسَ بَرَاءَة غَسَقِ اُخْتِيَالكِ
 
لَيْسَ حَفْنَةَ فِضَّةٍ
 
تَرْعَى عُجُولَ اُلمُشْتَهَى.
 
* *
 
عَبِقاً أَطُوفُ عَلَى جِرَاحٍ مِنْ وَطَنٍ
 
مَتَلَفِّتاً حَوْلِي
 
أُخَبِّئُ مَا تَخَثَّرَ مِنْ شَجَنٍ
 
بَيْنَ اُلْحَنَايَا
 
وَ اُلْحَنَايَا مِنْ ضَرِيمِكِ لاَ تَقِرُّ عَلَى سَنَنٍ
 
أَنَّى اُنْتبَذْت تَدَكْدَكَتْ
 
نَبَضَاتُ أُغْنِيَتِي.
 
* *
 
كَمْ حَدَّقَتْ رُوحِي
 
فِي طِينِ أَزْمِنَةٍ قَدِيمَةٍ
 
أَلْفَتْك عَاصِفَةً
 
بِاُلشَّرِّ تسْتَطع ،
 
كَيْفَ أُزْهِرُ فِيكِ ذَاكَ اُلشَّرَّ مُبْتَهِجًا ؟
 
وَ كَيْفَ تَدَفَّقَتْ ثِيرَانُهُ مِنْ رَقْصَتِكِ ؟
 
هَلْ تَأْكُلِينَ مَنِ اُلْتَمَسْتِ اُلْخُبْزَ عِنْدَ خِوَانِهِمْ
 
وَ سَقُواْ جِرَارَكِ بِاُلسَّكِينَةِ ؟
 
* *
 
أَرْنُو إِلَى حِجْرِي
 
تُوَهْوِهُ فِيهِ زُغْبُ اُلْكَائِنَاتِ
 
مُسْتَطْلِعَاتٍ مَا تَخَفَّي مِنْ تُخُومِ اُلدَّمِ
 
وَ عَلَى طَرَائِقِ وَجْهِي اُلْعَبَرَاتُ
 
تَنْسَالُ كَاُلْخَيْلِ اُلْجَرِيحَهْ.
 
فَأْسُ وَحْشِيَّةٍ أَنْتِ
 
أَسَدٌ هَصُورٌ أَنْتِ فِي اُلْأَرْضِ
 
وَ مَلِكَةٌ تَتَخَايَلِينَ
 
كَأَنَّكِ مِنْ عِرْقٍ فَوْقَ بَشَرِيٍّ ،
 
أَيَّتُهَا اُلْمُكْفَهِرَّةُ اُلْجَلِيلَهْ
 
بِاُلظَّلاَمِ غَطَّيْتِ وَجْهَ اُلنَّهَارِ
 
مَنْ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ فِي يَوْمِ مَسَرَّهْ
 
دَفَنْتِهِ فِي يَوْمِ مَجْزَرَهْ
 
وَ مَنْ مَضَى مِنْ طَرِيقٍ خَضْرَاءْ
 
دَفَعْتِهِ فِي عَوْدَتِهِ
 
إِلَى طَرِيقِ غُبَارٍ وَ اُمِّحَاءْ.
 
مَزِيداً مِنَ اُلْاِنْتِقَامِ وَ اُلْفَتْكِ أَظْهَرْتِ
 
اُلِابْنُ اُلَّذِي اُسْتَلَبْتِ رُوحَهُ
 
دَفَنَهُ أَبُوهُ
 
لَكِنَّ رُوحَ اُلْأَبِ اُلَّتِي اُسْتَلَبْتِهَا
 
لَمْ تَجِدْ مَنْ يَدْفِنُهَا ،
 
هَدَّمْتِ اُلْبُيُوتَ
 
مَحَقْتِ كُلَّ اُلثَّرَوَاتِ
 
خَلَعْتِ اُلصَّوَارِي
 
فَضَلَّتِ اُلسُّفُنُ سَبِيلَهَا
 
مَزَّقْتِ اُلْأَشْرِعَهْ
 
فَلَمْ تَصِلْ سَفِينَةٌ شَاطِئَهَا
 
جَفَّفْتِ اُلصُّدُورَ
 
حَتَّى مَاتَ اُلصِّغَارْ
 
جَفَّفْتِ اُلْيَنَابِيعَ وَ اُلْأَنْهَارْ
 
خَلَعْتِ أَسَاسَاتِ اُلْحَيَاةِ.
 
أَيَّتُهَا اُلْمُكْفَهِرَّةُ اُلْجَلِيلَهْ
 
مَحْقًا تَحْمِلِينَ لِلْإِنْسَانِ
 
أَمْ حُقُولاً طَلْقَةً كَاُلْأَغَانِي ؟
 
* *
 
هَذِي رَوَائِحُ مِنْ تِلْكَ اُلَّليَالِي
 
رُوحِي تَشُمُّ لَهِيبَهَا
 
دَوْمَاً سَتَذْكُرُهَا
 
كَوَشْمِ صَلاَفَتِكِ.
 
* *
 
ضِدَّ اُزْدِهَاءِ اُلشَّرِّ فِيكِ
 
سَأَمْتَطِي مَوْتِي
 
بَاقٍ أَنَا
 
فَوَّارَةُ اُلْأَحْلاَمِ تَمْتَحُ مِنْ سَنَايَ
 
وَ حَقِيقَتِي
 
جُرْثُومَةُ اُلأَزَلِ اُلْمُسَافرِ فِي هَوَايَ
 
مَاذَا يَمُوجُ ؟
 
أَصَبْوَتِي ؟
 
أَمْ مَيْنُكِ اُلْمُقْتَاتُ مِنْ إِصْبَاحِي ؟.
© 2024 - موقع الشعر