إلى صديق - إيليا أبو ماضي

يا من قربت من الفؤاد
و أنت عن عيني بعيد

شوقي إليك أشدّ من
شوق السليم إلى الهجود

أهوى لقاءك مثلما
يهوى أخو الظمإ الورود

و تصدّني عنك النوى
و أصدّ عن هذا الصدود

وردت نميقتك التي
جمعت من الدرّ النضيد

فكأنّ لفظك لؤلؤ
و كأنّما القرطاس جيد

أشكو إليك و لا يلام
إذا شكى العاني القيود

دهرا بليدا ما ينيل
وداده إلاّ بليد

و معاشرا ما فيهم
إن جئتهم غير الوعود

متفرّجين و ما التفرنج
عندهم غير الجحود

لا يعرفون من الشجاعة
غير ما عرف القرود

سيّان قالوا بالرضى
عنّي أو السخط الشديد

من ليس يصّدق في الوعود
فليس يصدّق في الوعيد

نفر إذا عدّ الرجال
عددتهم طيّ اللحود

تأبى السماح طباعهم
ما كلّ ذي مال يجود

أسخاهم بنضاره
أقسى من الحجر الصلود

جعد البنان بعرضه
يفدي اللجين من الوفود

و يخاف من أضيافه
خوف الصغير من اليهود

تعس امريء لا يستفيد
من الرجال و لا يفيد

و أرى عديم النفع ان
وجوده ضرر الوجود

© 2024 - موقع الشعر