الكأس الباقية - إيليا أبو ماضي

أيّها الشاعر الذي كان يشدو
بين ضاح من الجمال وضاحك

جلل أن يصيدك القدر الأعمى
ويمشي مقصّه في جناحك

موكب الشعر تائه في فضاء
ليس فيه سوى حطيم سلاحك

والبساتين ، والبلابل فيها
تتغنّى، حزينة لرواحك

قنعت بالنواح منك فلّما
زال عاشت بذكريات نواحك

والدجى ، والنجوم تسطع فيه
واجم حسرة على مصباحك

تلمس العين أينما لمسته
جمرات التياحنا والتياحك

قد تولّت جلالة السحر عنه
واضمحلّت مذ صار غير وشاحك

هبطت ربّة الحياة لكي تكب
خمر الجمال في أقدامك

فإذا أنت في السرير مسجّى
صامت كالطيوف في ألواحك

فتولّت مذعورة تلطم الوجه
ويبكيك، يا قتيل سماحك!

سبقتها إلآهة الموت كي تخظى
ولو باليسير من أفراحك

ويحها! ويح حبّها من أثيم
طردتنا ولم تقم في ساحك

أيبست روضك الجميل ، ولم تظفر
بغير التّراب من أدواحك

ذهب الموت بالكؤوس جميعا
غير كأس ملأتها من جراحك

© 2024 - موقع الشعر