الرجل و المرأة - إيليا أبو ماضي

يا ربّ قائلة و القول أجمله
ما كان من غادة حتى و لو كذبا

إلى م تحتقر الغادات بينكم
و هنّ في الكون أرقى منكم رتبا

كن لكم سببا في كلّ مكرمة
و كنتم في شقاء المرأة السّببا

زعمتم أنّهنّ خاملات نهى
و لو أردن لصيّرن الثّرى ذهبا

فقلت لو لم يكن ذا رأي غانية
لهاج عند الرّجال السخط و الصّخبا

لم تنصفينا و قد كنّا نؤمّل أن
لا تنصفينا لهذا لا نرى عجبا

هيهات تعدل حسناء إذا حكمت
فا الظلم طبع على الغادات قد غلبا

******
يحاربالرّجل الدنيا فيخضعها

و يفزع الدّهر مذعورا إذا غضبا
يرنو فتضطرب الآساد خائفة

فإن رنت حسن ظلّ مضطربا
فإن تشأ أودعت أحشاءه بردا

و إن تشأ أودعت أحشاءه لهبا
يفنى الليالي في همّ و في تعب

حذار أن تشكي من دهرها تعبا
و لو درى أنّ هذي الشهب تزعجها

أمسى يروع في أفلاكها الشّهبا
يشقى لتصبح ذات الحلى ناعمة

و يحمل الهمّ عنها راضيا طربا
فما الذي نفحته الغانيات به

سوى العذاب الذي في عينه عذبا ؟
هذا هو المرء يا ذات العفاف فمن

ينصفه لا شكّ فيه ينصف الأدبا
عنّفته و هو لا ذنب جناه سوى

أن ليس يرضى بأن يغدو لها ذنبا
© 2024 - موقع الشعر