الرأي الصواب - إيليا أبو ماضي

يا نفس هذا منزل الأحباب
فانسي عذابك في النّوى و عذابي

و تهلّلي كالفجر في هذا الحمى
و تألّقي كالخمر في الأكواب

و لتمسح البشرى دموعك مثلما
يمحو الصباح ندى عن الأعشاب

و استرجعي عهد البشاشة و الرّضى
فالدهر عاد تضاحكا و تصابي

أنا بين أصحابي الذين أحبّهم
ما أجمل الدنيا مع الأصحاب

قد كنت مثل الطائر المحبوس في
قفص ، و مثل النجم خلف ضباب

يمتدّ في جنح الظلام تأوّهي
و يطول في أذن الزمان عتابي

و أهزّ أقلامي فترشح حدّة
و أسى ، و يندى بالدموع كتابي

حتى لقيتكم فبت كأنّني
لمسرّتي استرجعت عصر شبابي

ليس التعبّد أن تبيت على الطّوى
و تروح في خرق من الأثواب

لكنه إنقاذ نفس معذّب
من ربقة الآلام و الأوصاب

لكنه ضبط الهوى في عالم
فيه الغوايه جمّة الأسباب

و حبائل الشيطان في جنباته
و المال فيه أعظم الأرباب

هذا هو الرأي الصواب و غيره
مهما حلا للناس غير صواب

© 2024 - موقع الشعر