أذِنَ الهوى - هاني درويش

أذِنَِ الهوى ، فلْتُدْرِكي أَسبابَهُ ، واستَمْسِكي
 
وَلْتَغْنَمي زَمَناً أَتى، إنْ راحَ ، لَنْ تَسْتَدْرِكي
 
جيشُ الثواني زاحفٌ، والرَّيثُ أَنْ تُسْتَهلَكي
 
طيري إليَّ فَراشَةًً ً هيمانةً ً وَتَبَرَّكي
 
وَتَنَعَّمي تَحنانَ صدري وامْرَعيهِ بِدَلِّك ِ
 
يا ربَّةَ الحسنِ الذي من دَلِّهِ لا أَشتَكي
 
إني لَيُسعِدُ خاطري مَيْسٌ يليقُ بِقَدَّكِ
 
والنفسُ يُبْهِجُها انتشاءٌ يُثتَثارُ بِغَنْجِكِ
 
الحبُّ –يا أنتِ- اشتَهى وصلي بحبلِكِ فاشبِكي
 
لا تحزني ،وَتَناهَبي نَفَسي انبِهاراً ، واضحكي
 
ولْتَهجُري تَقْطيبَة ً لا لا تَليقُ لِوَجهِكِ
 
حِبَّانِ نحنُ، فلا تَضُنِّيْ بالحفيل ِ ، وَبَنِّكي
 
مَنْ قالَ (أضناني الهوى) ما عاشَهُ إلاَّ (حكي)
 
الحبُّ إشراقُ الحياةِ وَجَبُّ ما يَحْلَوْلِك ِ
 
الحبُّ بَسْمَلَةُ القلوبِ بِكُلِّ ما يَحلوْ لَكِ
 
الحبُّ ميلادٌ جديدٌ فاستَهِلِّيْ عُمْرَكِ
 
والغيرةُ الحمقاءُ خَوْفٌ أَوْ نُزوعُ تَمَلُّك ِ
 
تودي إلى الظنِّ الأثيم ِ وليسَ يعرفها الذكي
 
فَتَطَهَّري منها ، وَزِينيْ بالطَّهارَةِ حُبَّك ِ
 
وَأَنا- وحقِّك ِ والهوى- أَهواك ِ، لا تَتَشَكَّكي
 
الوقتُ يَقضُمُ عُمرَنا شَر ِهاً ، أَلا فلْتُدْرِكي
 
وَدَعي العذولَ وَغَيْظَهُ مِمَّا تَحاسَدَ يشتَكي
© 2024 - موقع الشعر