شعاب الخير - ينابيع السبيعي

ألا تدرونَ كم هتنت بلادي
شعابَ الخير تُعطي لا تَمَلُ

تفيضُ يمينُها بالمدِ بحراً
لها في كل بارقةٍ مَحلُ

يزيدُ نماؤها فتزيدُ مَدا
كداليةٍ لنا فيء وطَلُ

لها الأرواحُ ترخصُ إن رماها
عدوٌ بالردى درعٌ وظِلُ

ألحنُ بالقريض لها نشيدًا
وأنشد بالمحبة لا أمَلُ

لآفاقِ المنى مَدَّت جناحاً
يرومُ الشمسَ فخرًا لا يضِلُ

ووجهُ البدرِ يكسوهُ انشراحٌ
لأن النورَ من بلدي يطِلُ

بلادٌ صانها الرحمنُ حبًا
عفيفًا ضمّهُ بالقلب خِلُ

بلادٌ للهدى ميزانَ شرعٍ
وللإنصاف بالتقوى سِجلُ

لها تهفو القلوبَ حنانَ عِيسٍ
لروضٍ خدَّه للسِّحرِ دَلُ

كأن نسيمَها رسلُ التناجي
إذا همسَ الصَّبا فالجهرُ حِلُ

لقد أضحت مبادئُنا سَفينًا
بمرساةِ الشريعةِ لا تَزلُ

تَندَّى بالسلام عليكَ فجرا
بلمسِ أناملِ الإيمانِ طَلُ

وصارَ دعاءُ آي الحبِ عرفاً
بوادٍ غيرَ ذي زرعٍ يَهلُ

وعبداللهِ يوليها اهتماماً
له منّا الوفا طيبٌ وفلُ

سلوا الحرمينِ بصمتُه خُلودا
بقرآن الهدى شفهٌ يَحِلُ

كسَا الإيمانَ مهجتَه فأهدى
مناراتَ العلا نورا يظَلُ

وكفًّا للسلام يمد عزمًا
وما يَثنِيهِ عن خُلِق ٍمُخِلُ

فَبُورك خادمَ الحرمينِ عمرًا
وجودًا بالكفايةِ لا تُغَلُ

أبرُّ مثلَ مُزنِ الوسمِ جُودا
كرَوضٍ جاءهُ بالفجرِ هطلُ

ومن سُلطانِها أنداءُ صَيف
تعطّرَ من سَنا الكفين عدلُ

أميرٌ بالمودةِ نهرَ خيرٍ
وفي الأهوال عزمًا لا يكلُ

ولستُ بجاحدةٍ فضلاً أراهُ
على غصنِ النّدى طَلاً يَحلُ

غَزلتُ الضّادَ للأحبابِ قَلباً
على قيثارةِ الأعيادِ وصْلُ

فَمِن قاموسِ وجدانِي التَّحايا
معاني فَصحُها للبوحِ سهلُ

فكونوا للهدى ميقاتَ سعدٍ
وبعدَ السَّعي بالحرمينِ صَلُّوا

© 2024 - موقع الشعر