العفو يا هادي - ينابيع السبيعي

شُتم النبيُ فمالنا لا نفزعُ
أبداً, أنَرضى بالسباب ونَخْنَعُ؟

شُتِم الأَمينُ وأمةًٌ مهزومةٌ
صمَتْتْ, وأفلاكُ السَّما تَتوجّعُ

ماذا سَيربِطُ أمّةً بنبيِّها
وبِِصََمْتِِهم سُبلُ الرِّضا تَتَقطّعُ؟

فَََدعُوا لَنا صوتاً يُقارعُ أمة
للكفر, إنا بالبلاغة نُسمِعُ

هَذا رسولُ الله خيرُ مُبشرٍ
هَذا الذي يومَ القيامةِ يَشفعُ

وصَفُوهُ بالإرهابِ تَبَّ لسانُهم
تَباً لهم من أمةٍ لا تقنعُ

فهُمُو ارتؤوا شَتمَ النبيَّ حضارة
وسبابهم حرية لا تُمْنَع

ماذا نقولُ لربنا ونبيّنا:
يوم القيامة والشهادة تقرعٌ ؟

ما ِزلتَ يا خيرَ الأنامِِ محمدا
تََسمو بأرواحِ العبادِ وتُطبَعُ

وسُكِبت من نُورِِ الإله منزَّها
عن كل عيب ، للتآخي مَنْبَعُ

إن كُنت ترجو للشفاعةِ مُدخَلاً
فالرفضِ أركان القوي يزعزع

هُبوا فإنّ الآثمينَ تمردوا
وكأن كذبتَهُمْ نسيجٌ مقنِعُ

أف ٍ لهم هيهاتَ نَرضى فِعلَهم
عن صدق أحمدَ كلَّ إثم ندفعُ

العفوُ يا هادي الأنامَِ فإننا
من هولِ فِعلتِهم قلوبٌ تدمعُ

إنا نُطوّع بالدِّفاعِ يَراعَنا
ونَصوغُُ في حبِّ الرسولِِ ونُبْدِعُ

يا بَلْدةَََََ الأبقارِِ كُفّوا بَغْيَكم
فنبيُّنا وبما رأيتم أرفعُ

هذا النبي على خطاه تسابقت
دنيا فقال : جنانُ ربي أرفع

شرفُ الرسالة لا مناصبَ للدنى
يسمو بها ، والكون أذن تسمع

ما كان يلتحفُ السماء صبابة
لكنه لله دنيا يدفعُ

والأرضُ مفرشُهُ ، وتحت عيونِه
بُسطت قلوبٌ بالمحبة تُجمَعُ

لو كان من سقط الملوك لما دعا
يارب قومي ، والبقية تنفع

وأمامه جبل ترامى غاضبا
هل تسمحن دمارَهُم ،فلتسمعوا

فأجاب رب البيت يجعل منهمو
نسلَ الأمانةِ والرزايا تخنع

© 2024 - موقع الشعر